وأخرج البزار عن أبي هريرة رفعه قال: الحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون. وأخرج عبد بن حميد عنه قال: الحقب ثمانون عاما اليوم منها كسدس الدنيا. وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه. قال السيوطي: بسند ضعيف عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لابثين فيها أحقابا) قال: الحقب ألف شهر، والشهر ثلاثون يوما، والسنة اثنا عشر شهرا ثلاثمائة وستون يوما كل يوم منها ألف سنة مما تعدون، فالحقب ثلاثون ألف سنة. وأخرج البزار وابن مردويه والديلمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " والله لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا، والحقب بضع وثمانون سنة، كل سنة ثلاثمائة وستون يوما، واليوم ألف سنة مما تعدون ". قال ابن عمر: فلا يتكلن أحد أنه يخرج من النار. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال: الحقب الواحد ثمانون سنة. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس مثله. وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " الحقب أربعون سنة " وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان في قوله (لابثين فيها أحقابا) وقوله - إلا ما شاء ربك - إنهما في أهل التوحيد من أهل القبلة، وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال:
زمهرير جهنم يكون لهم من العذاب، لأن الله يقول (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا). وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " في قوله (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما) قال: قد انتهى حرة (وغساقا) قد انتهى حره، وإن الرجل إذا أدنى الإناء من فيه سقط فروة وجهه، حتى يبقى عظاما تقعقع ".
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (جزاء وفاقا) قال: وافق أعمالهم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال: ما أنزلت على أهل النار آية قط أشد منها (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) فهم في مزيد من عذاب الله ابدا.
سورة عم (31 - 40) قوله (إن للمتقين مفازا) هذا شروع في بيان حال المؤمنين، وما أعد الله لهم من الخير بعد بيان حال الكافرين وما أعد الله لهم من الشر، والمفاز مصدر. بمعنى الفوز والظفر بالنعمة والمطلوب والنجاة من النار، ومنه قيل للفلاة مفازة تفاؤلا بالخلاص منها. ثم فسر سبحانه هذا المفاز فقال (حدائق وأعنابا) وانتصابهما على أنهما بدل من مفازا بدل اشتمال، أو بدل كل من كل على طريق المبالغة بجعل نفس هذه الأشياء مفازة، ويجوز أن يكون النصب بإضمار أعني، وإذا كان مفازا بمعنى الفوز، فيقدر مضاف محذوف: أي فوز حدائق، وهي