ردها على فقراء المهاجرين. وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن أبي شيبة وابن زنجويه في الأموال وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال: ما على وجه الأرض مسلم إلا وله في هذا الفئ حق إلا ما ملكت أيمانكم.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود قال: " لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمضات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله " فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، فجاءت ابن مسعود، فقالت:
بلغني أنك لعنت كيت وكيت، قال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في كتاب الله؟ قالت: لقد قرأت ما بين الدفتين فما وجدت فيه شيئا من هذا، قال: لئن كنت قرأته لقد وجدته، أما قرأت (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) قالت بلى، فإنه قد نهى عنه ".
سورة الحشر (8 - 10) قوله (للفقراء) قيل هو بدل من - لذي القربى - وما عطف عليه، ولا يصح أن يكون بدلا من الرسول وما بعده لئلا يستلزم وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالفقر، وقيل التقدير - كي لا يكون دولة - ولكن يكون للفقراء، وقيل التقدير: اعجبوا للفقراء، وقيل التقدير: والله شديد العقاب للفقراء: أي شديد العقاب للكفار بسبب الفقراء، وقيل هو عطف على ما مضى بتقدير الواو كما تقول المال لزيد لعمرو لبكر، والمراد ب (المهاجرين) الذين هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغبة في الدين ونصرة له. قال قتادة: هؤلاء المهاجرون هم الذين تركوا الديار والأموال والأهلين، ومعنى (أخرجوا من ديارهم) أن كفار مكة أخرجوهم منها واضطروهم إلى الخروج، وكانوا مائة رجل (يبتغون فضلا من الله ورضوانا) أي يطلبون منه أن يتفضل عليهم بالرزق في الدنيا، وبالرضوان في الآخرة (وينصرون الله ورسوله) بالجهاد للكفار، وهذه الجملة معطوفة على يبتغون، ومحل الجملتين النصب على الحال، الأولى مقارنة، والثانية مقدرة: أي ناوين لذلك، ويجوز أن تكون حالا مقارنة لأن خروجهم على تلك الصفة نصرة لله ورسوله) والإشارة بقوله (أولئك) إليهم من حيث اتصافهم بتلك الصفات، وهو مبتدأ وخبره (هم الصادقون) أي الكاملون في الصدق الراسخون فيه. ثم لما فرغ من مدح المهاجرين مدح الأنصار فقال (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم) المراد بالدار المدينة، وهي دار الهجرة، ومعنى تبوئهم الدار والإيمان أنهم اتخذوها مباءة: أي تمكنوا منهما تمكنا شديدا، والتبوأ في الأصل إنما يكون للمكان، ولكنه جعل الإيمان مثله لتمكنهم فيه تنزيلا للحال منزلة المحل، وقيل إن الإيمان منصوب بفعل غير الفعل المذكور، والتقدير: واعتقدوا الإيمان أو وأخلصوا الإيمان كذا قال أبو علي الفارسي. ويجوز أن