الجزية، حتى صاروا لعنهم الله أذل الطوائف الكفرية وأقلها شوكة، وما زالوا تحت كلكل المؤمنين يطحنونهم كيف شاءوا، ويمتهنونهم كما يريدون من بعد البعثة الشريفة المحمدية إلى هذه الغاية.
وقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي ابن سلول وقام دونهم، ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وكان أحد بني عوف بن الخزرج، وله من حلفهم مثل الذي كان لهم من عبد الله بن أبي ابن سلول، فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: أتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم. وفيه وفى عبد الله بن أبي نزلت الآيات في المائدة (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) إلى قوله (فإن حزب الله هم الغالبون). وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: أسلم عبد الله بن أبي ابن سلول، ثم قال: إن بيني وبين قريظة والنضير حلفا وإني أخاف الدوائر، فارتد كافرا. وقال عبادة بن الصامت: أتبرأ إلى الله من حلف قريظة والنضير وأتولى الله ورسوله، فنزلت. وأخرج ابن مردويه أيضا من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده نحو ذلك. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عطية بن سعد قال: جاء عبادة فذكر نحو ما تقدم. وأخرج ابن جرير عن الزهري قال: لما انهزم أهل بدر قال المسلمون لأوليائهم من يهود: آمنوا قبل أن يصيبكم الله بيوم مثل يوم بدر، فقال مالك بن الصيف: غركم أن أصبتم رهطا من قريش لا علم لهم بالقتال، أما لو أصررنا العزيمة أن نستجمع عليكم لم يكن لكم يدان بقتالنا، فقال عبادة وذكر نحو ما تقدم عنه وعن عبد الله بن أبي. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا) قال: إنها في الذبائح " من دخل في دين قوم فهو منهم ". وأخرج عبد ابن حميد عن حذيفة قال " ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر، وتلا (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) ". وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية (فترى الذين في قلوبهم مرض) كعبد الله بن أبي (يسارعون فيهم) في ولايتهم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في سننه وابن عساكر عن قتادة قال: أنزل الله هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم) وقد علم أنه سيرتد مرتدون من الناس، فلما قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ارتد عامة العرب عن الإسلام إلا ثلاثة مساجد: أهل المدينة، وأهل مكة، وأهل الجواثي من عبد القيس، وقال الذين ارتدوا: نصلي الصلاة ولا نزكي والله لا تغصب أموالنا، فكلم أبا بكر في ذلك ليتجاوز عنهم، وقيل لهم إنهم لو قد فقهوا أدوا الزكاة، فقال: والله لا أفرق بين شئ جمعه الله ولو منعوني عقالا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه، فبعث الله عصائب مع أبي بكر فقاتلوا حتى أقروا بالماعون وهو الزكاة. قال قتادة: فكنا نتحدث أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وأصحابه (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) إلى آخر الآية. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن الحسن نحوه. وأخرج ابن جرير عن شريح بن عبيد قال: لما أنزل الله (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه) الآية، قال عمر: أنا وقومي يا رسول الله؟ قال: لا بل هذا وقومه.
يعني أبا موسى الأشعري. وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة في مسنده وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن عياض الأشعري قال: لما نزلت (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هم