قوله (غمرات الموت) قال: سكرات الموت. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال في قوله (والملائكة باسطوا أيديهم) هذا عند الموت، والبسط: الضرب - يضربون وجوههم وأدبارهم. وأخرج أبو الشيخ عنه قال: في الآية هذا ملك الموت عليه السلام. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله (والملائكة باسطوا أيديهم) قال: بالعذاب. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله (عذاب الهون) قال: الهوان. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال: قال النضر بن الحارث: سوف تشفع لي اللات والعزى، فنزلت (ولقد جئتمونا فرادى) الآية.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله (ولقد جئتمونا فرادى) الآية، قال:
كيوم ولد يرد عليه كل شئ نقص منه يوم ولد. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله (وتركتم ما خولناكم) قال: من المال والخدم (وراء ظهوركم) قال: في الدنيا. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله (لقد تقطع بينكم) قال: ما كان بينهم من الوصل. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله (لقد تقطع بينكم) قال: تواصلكم في الدنيا.
قوله (إن الله فالق الحب والنوى) هذا شروع في تعداد عجائب صنعه تعالى وذكر ما يعجز آلهتهم عن أدنى شئ منه، والفلق الشق: أي هو سبحانه فالق الحب فيخرج منه النبات، وفالق النوى فيخرج منه الشجر، وقيل معنى (فالق الحب والنوى) الشق الذي فيهما من أصل الخلقة، وقيل معنى (فالق) خالق والنوى: جمع نواة يطلق على كل ما فيه عجم كالتمر والمشمش والخوخ. قوله (يخرج الحي من الميت) هذه الجملة خبر بعد خبر فهي في محل، وقيل هي جملة مفسرة لما قبلها، لأن معناها معناه، والأول أولى، فإن معنى (يخرج الحي من الميت) يخرج الحيوان من مثل النطفة والبيضة وهو ميتة. ومعنى (ومخرج الميت من الحي) مخرج النطفة والبيضة وهي ميتة من الحي، وجملة (ومخرج الميت من الحي) معطوفة على (يخرج الحي من الميت) عطف جملة اسمية على جملة فعلية ولا ضير في ذلك، وقيل معطوفة على (فالق) على تقدير أن جملة (يخرج الحي من الميت) مفسرة لما قبلها