لولا أحدثتها لولا تلقيتها فأنشأتها. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عنه (وإخوانهم يمدونهم في الغي) قال: هم الجن يوحون إلى أوليائهم من الإنس (ثم لا يقصرون) يقول: لا يسأمون (وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها) يقول: هلا افتعلتها من تلقاء نفسك. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أبي هريرة في قوله (وإذا قرئ القرآن) الآية قال: نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس في الآية قال: يعني في الصلاة المفروضة. وأخرج ابن مردويه والبيهقي عنه قال: صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقرأ خلفه قوم فخلطوا، فنزلت (وإذا قرئ القرآن) الآية، فهذه في المكتوبة. قال: وإن كنا لم نستمع لمن يقرأ بالأخفى من الجهر. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والبيهقي عن محمد بن كعب القرظي نحوه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن مجاهد نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن عبد الله بن مغفل نحوه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي عن ابن مسعود نحوه أيضا، وقد روى نحو هذا عن جماعة من السلف، وصرحوا بأن هذه الآية نزلت في قراءة الصلاة من الإمام.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في الآية قال: عند الصلاة المكتوبة، وعند الذكر. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في الآية قال: في الصلاة وحين ينزل الوحي. وأخرج البيهقي عنه في الآية أنه قال: هذا في الصلاة. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (واذكر ربك في نفسك) الآية قال: أمره الله أن يذكره، ونهاه عن الغفلة: أما بالغدو فصلاة الصبح، والآصال بالعشي وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر. قال: الآصال ما بين الظهر والعصر. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في الآية قال: لا تجهر بذاك (بالغدو والآصال) بالبكر والعشي. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد (بالغدو) قال: آخر الفجر صلاة الصبح، والآصال آخر العشى صلاة العصر، والأحاديث والآثار عن الصحابة في سجود التلاوة، وعدد المواضع التي يسجد فيها، وكيفية السجود وما يقال فيه مستوفاة في كتب الحديث والفقه فلا نطول بإيراد ذلك هاهنا.
تفسير سورة الأنفال صرح كثير من المفسرين بأنها مدنية ولم يستثنوا منها شيئا، وبه قال الحسن وعكرمة وجابر بن زيد وعطاء، وقد روى مثل هذا عن ابن عباس، أخرجه النحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه عنه قال: سورة الأنفال نزلت بالمدينة. وأخرجه ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير. وأخرجه ابن مردويه أيضا عن زيد بن ثابت.
وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس أنه قال: نزلت في بدر، وفي لفظ تلك سورة بدر. قال القرطبي: قال ابن عباس هي مدنية إلا سبع آيات من قوله - وإذ يمكر بك الذين كفروا - إلى آخر سبع آيات، وجملة آيات هذه السورة ست وسبعون آية، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ بها في صلاة المغرب كما أخرجه الطبراني بسند صحيح عن أبي أيوب. وأخرج أيضا عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقرأ في الركعتين من المغرب بسورة الأنفال.