على التفصيل، أو التصرف في مخلوقاته، ولما ذكر سبحانه في هذه الآية خلق السماوات والأرض في ذلك الأمد اليسير، ثم ذكر استواءه على عرشه وتسخير الشمس والقمر والنجوم، وأن له الخلق والأمر. قال (تبارك الله رب العالمين) أي كثرت بركته واتسعت، ومنه بورك الشئ وبورك فيه، كذا قال ابن عرفة. وقال الأزهري في (تبارك) معناه تعالى وتعاظم. وقد تقدم تفسير (رب العالمين) في الفاتحة مستكملا.
وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة) الآية قال: ينادي الرجل أخاه فيقول: يا أخي أغثني فإني قد احترقت فأفض على من الماء، فيقال أجبه، فيقول، إن الله حرمهما على الكافرين. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله (أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) قال: من الطعام. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال: يستسقونهم ويستطعمونهم، وفى قوله (إن الله حرمهما على الكافرين) قال: طعام الجنة وشرابها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) يقول: نتركهم في النار كما تركوا لقاء يومهم هذا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله (فاليوم ننساهم) قال: نؤخرهم. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله (هل ينظرون إلا تأويله) قال: عاقبته. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال (يوم يأتي تأويله) جزاؤه. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس (يوم يأتي تأويله) قال يوم القيامة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس (ما كانوا يفترون) قال: ما كانوا يكذبون في الدنيا. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (خلق السماوات والأرض في ستة أيام) قال: كل يوم مقداره ألف سنة. وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قال في قوله (استوى على العرش) الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإقرار به إيمان، والجحود كفر. وأخرج اللالكائي عن مالك أن رجلا سأله كيف استوى على العرش؟ فقال: الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء والخطيب في تاريخه عن الحسن بن علي قال: أنا ضامن لمن قرأ هذه العشرين آية في كل ليلة أن يعصمه الله من كل سلطان ظالم، ومن كل شيطان مريد، ومن كل سبع ضاري، ومن كل لص عادى: آية الكرسي، وثلاث آيات من الأعراف (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض) وعشرا من أول سورة الصافات، وثلاث آيات من الرحمن. أولها - يا معشر الجن والإنس -، وخاتمة الحشر. وأخرج أبو الشيخ بن عبيد بن أبي مرزوق قال:
من قرأ عند نومه (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض) الآية، بسط عليه ملك جناحه حتى يصبح وعوفي من السرق. وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن قيس صاحب عمر بن عبد العزيز قال: مرض رجل من أهل المدينة فجاءه زمرة من أصحابه يعودونه، فقرأ رجل منهم (إن ربكم الذي خلق السماوات والأرض) الآية كلها، وقد أصمت الرجل فتحرك ثم استوى جالسا، ثم سجد يومه وليلته حتى كان من الغد من الساعة التي سجد فيها، قال له أهله: الحمد لله الذي عافاك، قال: بعث إلى نفسي ملك يتوفاها، فلما قرأ صاحبكم الآية التي قرأ سجد الملك وسجدت بسجوده، فهذا حين رفع رأسه، ثم مال فقضى. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله (يغشى الليل النهار) قال: يغشى الليل النهار فيذهب بضوئه ويطلبه سريعا حتى يدركه. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: يلبس الليل النهار. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (حثيثا) قال: سريعا.