قال: مللا شتى. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة في قوله (إن الذين فرقوا دينهم) الآية قال: هم في هذه الأمة. وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير والطبراني والشيرازي في الألقاب وابن مردويه عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الآية قال:
هم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة، وفي إسناده عبد بن كثير، وهو متروك الحديث ولم يرفعه غيره، ومن عداه وقفوه على أبي هريرة. وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أمامة في الآية قال: هم الحرورية وقد رواه ابن أبي حاتم والنحاس وابن مردويه عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا ولا يصح رفعه. وأخرج الحكيم الترمذي وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن شاهين وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وأبو نصر السجزي في الإبانة والبيهقي في شعب الإيمان عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعائشة " يا عائش إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأمة ليست لهم توبة، يا عائشة إن لكل صاحب ذنب توبة غير أصحاب البدع وأصحاب الأهواء ليس لهم توبة وهم مني برآء " قال ابن كثير: هو غريب ولا يصح رفعه. وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) قال رجل من المسلمين: يا رسول الله لا إله إلا الله حسنة؟ قال: نعم أفضل الحسنات، وهذا مرسل ولا ندري كيف إسناده إلى سعيد؟. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود (من جاء بالحسنة). قال: لا إله إلا الله. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس مثله. وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة مثله أيضا. وقد قدمنا الإشارة إلى أنها قد ثبتت الأحاديث الصحيحة بمضاعفة الحسنة إلى عشر أمثالها فلا نطيل بذكرها، ووردت أحاديث كثيرة في الزيادة على هذا المقدار، وفضل الله واسع، وعطاؤه جم.
سورة الأنعام الآية (161 - 163) لما بين سبحانه أن الكفار تفرقوا فرقا وتحزبوا أحزابا أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول لهم (إنني هداني ربي) أي أرشدني بما أوحاه إلي (إلى صراط مستقيم) وهو ملة إبراهيم عليه السلام، و (دينا) منتصب على الحال كما قال قطرب، أو على أنه مفعول هداني كما قال الأخفش، وقيل منتصب بفعل يدل عليه هداني، لأن معناه عرفني: أي عرفني دينا، وقيل إنه بدل من محل إلى صراط، لأن معناه هداني صراطا مستقيما كقوله تعالى - - ويهديكم صراطا مستقيما - وقيل منصوب بإضمار فعل، كأنه قيل اتبعوا دينا. قوله (قيما) قرأه الكوفيون وابن عامر بكسر القاف، والتخفيف وفتح الياء. وقرأه الباقون بفتح القاف وكسر الياء المشددة، وهما لغتان: ومعناه الدين المستقيم الذي لا عوج فيه، وهو صفة لدينا وصف به مع كونه مصدرا مبالغة، وانتصاب (ملة إبراهيم) على أنها عطف بيان لدينا، ويجوز نصبها بتقدير أعني، و (حنيفا) منتصب على أنه حال من إبراهيم، قاله الزجاج. وقال علي بن سليمان: هو منصوب بإضمار أعني. والحنيف المائل إلى الحق وقد تقدم تحقيقه (وما كان من المشركين) في محل نصب معطوف على حنيفا، أو جملة معترضة مقررة لما قبلها. قوله (قل إن صلاتي) أمره الله سبحانه أن