أثبت إلهية عيسى وأمه، وأخبر بأن ملك السماوات والأرض له دون عيسى وأمه ودون سائر مخلوقاته، وأنه القادر على كل شئ دون غيره، وقيل المعنى: أن له ملك السماوات والأرض يعطي الجنات للمطيعين، جعلنا الله منهم.
وقد أخرج الترمذي وصححه والنسائي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال: تلقى عيسى حجته والله لقاه في قوله (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلقاه الله سبحانه (ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق) الآية. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: يقول الله هذا يوم القيامة، ألا ترى أنه يقول (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم). وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال: قال الله ذلك لما رفع عيسى إليه، وقالت النصارى ما قالت. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (أن اعبدوا الله ربي وربكم) قال:
سيدي وسيدكم. وأخرج ابن المنذر عنه في قوله (كنت أنت الرقيب عليهم) قال: الحفيظ. وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) قال: ما كنت فيهم.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس (إن تعذبهم فإنهم عبادك) يقول: عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم (وإن تغفر لهم) أي من تركت منهم ومد في عمره حتى أهبط من السماء إلى الأرض لقتل الدجال، فزالوا عن مقالتهم ووحدوك (فإنك أنت العزيز الحكيم). وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه في قوله (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) يقول: هذا يوم ينفع الموحدين توحيدهم.
تفسير سورة الأنعام قال الثعلبي: سورة الأنعام مكية إلا ست آيات نزلت بالمدينة وهي - وما قدروا الله حق قدره - إلى آخر ثلاث آيات، و - قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم - إلى آخر ثلاث آيات. قال ابن عطية: وهي الآيات المحكمات، يعني في هذه السورة. وقال القرطبي: هي مكية إلا آيتين هما - وما قدروا الله حق قدره - نزلت في مالك بن الصيف وكعب بن الأشرف اليهوديين، وقوله تعالى - وهو الذي أنشأ جنات معروشات - نزلت في ثابت بن قيس بن شماس. وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: أنزلت سورة الأنعام بمكة. وأخرج أبو عبيد وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عنه، قال أنزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة وحولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح. وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: نزلت سورة الأنعام يشيعها سبعون ألفا من الملائكة. وأخرج ابن مردويه عن أسماء قال: نزلت سورة الأنعام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في مسير في زجل من الملائكة. وقد نظموا ما بين السماء والأرض. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد نحوه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " نزلت على سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد " وهو من طريق إبراهيم بن نائلة شيخ الطبراني عن إسماعيل بن عمرو عن يوسف بن عطية بن عون عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فذكره. وابن مردويه رواه عن الطبراني عن إسماعيل المذكور به.
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم