المزني. وقد اتفق الرواة على بعض هؤلاء السبعة. واختلفوا في البعض ولا يأتي التطويل في ذلك بكثير فائدة.
وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وأبو الشيخ عن الزهري ويزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمر بن قتادة وغيرهم أن رجالا من المسلمين أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم البكاءون، وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم، ثم ذكروا أسماءهم، وفيه فاستحملوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانوا أهل حاجة.
قال (لا أجد ما أحملكم عليه). وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن الحسن قال: كان معقل بن يسار من البكائين الذين قال الله (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) الآية. وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك في قوله (لا أجد ما أحملكم عليه) قال: الماء والزاد. وأخرج ابن المنذر عن علي بن صالح قال: حدثني مشيخة من جهينة، قالوا: أدركنا الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحملان، فقالوا: ما سألناه إلا الحملان على النعال. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إبراهيم بن أدهم عمن حدثه في قوله (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) قال: ما سألوه الدواب ما سألوه إلا النعال. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن بن صالح في الآية قال:
استحملوه النعال. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله (إنما السبيل على الذين يستأذنونك) قال:
هي وما بعدها إلى قوله (إن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) في المنافقين.
سورة براءة الآية (94 - 99) قوله (يعتذرون إليكم) إخبار من الله سبحانه عن المنافقين المعتذرين بالباطل بأنهم يعتذرون إلى المؤمنين إذا رجعوا من الغزو، وهذا كلام مستأنف، وإنما قال (إليهم) أي إلى المعتذرين بالباطل ولم يقل إلى المدينة، لأن مدار الاعتذار هو الرجوع إليهم لا الرجوع إلى المدينة، وربما يقع الاعتذار عند الملاقاة قبل الوصول إليها، ثم أخبر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بما يجيب به عليهم، فقال (قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم) فنهاهم أولا عن الاعتذار بالباطل، ثم علله بقوله (لن نؤمن لكم) أي لن نصدقكم، كأنهم ادعوا أنهم صادقون