فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " الله أكبر هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، إنكم تركبون سنن الذين من قبلكم ". وأخرج نحوه ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق كثير بن عبد الله بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا، وكثير ضعيف جدا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (متبر) قال: خسران. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه قال: هلاك. سورة الأعراف الآية (142) هذا من جملة ما كرم الله به موسى عليه السلام وشرفه. والثلاثين هي ذو القعدة والعشر هي عشر ذي الحجة ضرب الله هذه المدة موعدا لمناجاة موسى ومكالمته، قيل وكان التكليم في يوم النحر، والفائدة في (فتم ميقات ربه أربعين ليلة) مع العلم بأن الثلاثين والعشر أربعون ليلا يتوهم وأن المراد أتممنا الثلاثين بعشر منها فبين أن العشر غير الثلاثين، وأربعين ليلة منصوب على الحال: أي فتم حال كونه بالغا أربعين ليلة. قوله (وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي) أي كن خليفتي فيهم، قال موسى هذا لما أراد المضي إلى المناجاة (وأصلح) أمر بني إسرائيل بحسن سياستهم والرفق بهم وتفقد أحوالهم (ولا تتبع سبيل المفسدين) أي لا تسلك سبيل العاصين ولا تكن عونا للظالمين.
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله (وواعدنا موسى) الآية قال ذو القعدة، وعشر من ذي الحجة. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد مثله. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: إن موسى قال لقومه: إن ربي وعدني ثلاثين ليلة أن ألقاه وأخلف هارون فيكم، فما فصل موسى إلى ربه زاده الله عشرا فكانت فتنتهم في العشر التي زاده الله، فلما مضى ثلاثون ليلة كان السامري قد أبصر جبريل، فأخذ من أثر الفرس قبضة من تراب، ثم ذكر قصة السامري.
سورة الأعراف الآية (143 - 145)