يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون) وذلك أخفى ما يكون ابن آدم إذا أحنى ظهره واستغشى بثوبه وأضمر همه في نفسه، فإن الله لا يخفى عليه ذلك. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال في الآية: يكتمون ما في قلوبهم ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما عملوا بالليل والنهار. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (وما من دابة) الآية قال: يعني كل دابة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله (وما من دابة) الآية قال: يعني ما جاءها من رزق فمن الله، وربما لم يرزقها حتى تموت جوعا، ولكن ما كان لها من رزق لها فمن الله. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله (ويعلم مستقرها) قال: حيث تأوي، ومستودعها قال: حيث تموت. وأخرج ابن أبي حاتم عنه (ويعلم مستقرها) قال: يأتيها رزقها حيث كانت. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: مستقرها في الأرحام ومستودعها حيث تموت. ويؤيد هذا لتفسير الذي ذكره ابن مسعود ما أخرجه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا كان أجل أحدكم بأرض أتيحت له إليها حاجة، حتى إذا بلغ أقصى أثره منها فيقبض، فتقول الأرض يوم القيامة: هذا ما استودعتني. وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس أنه سئل عن قوله (وكان عرشه على الماء) على أي شئ كان الماء؟ قال: على متن الريح. وقد وردت أحاديث كثيرة في صفة العرش وفي كيفية خلق السماوات والأرض ليس هذا موضع ذكرها وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في التاريخ وابن مردويه عن ابن عمر قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) فقال: ما معنى ذلك يا رسول الله؟ قال: ليبلوكم أيكم أحسن عقلا، ثم قال: وأحسنكم عقلا أورعكم عن محارم الله وأعملكم بطاعة الله. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال:
إنكم أتم عقلا. وأخرج أيضا عن سفيان قال: أزهدكم في الدنيا. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: لما نزلت - اقترب للناس حسابهم - قال ناس: إن الساعة قد اقتربت فتناهوا، فتناهى القوم قليلا ثم عادوا إلى أعمالهم أعمال السوء، فأنزل الله - أتى أمر الله فلا تستعجلوه - فقال ناس من أهل الضلال: هذا أمر الله قد أتى، فتناهى القوم ثم عادوا إلى مكرهم مكر السوء، فأنزل الله هذه الآية (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة) وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله (إلى أمة معدودة) قال: إلى أجل معدود. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة (ليقولن ما يحبسه) يعني أهل النفاق. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله (وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون) يقول: وقع بهم العذاب الذي استهزءوا به. سورة هود الآية (9 - 11)