المستقرين معه (في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا) واستمروا على ذلك ولم يرجعوا إلى التوبة، وجملة (إنهم كانوا قوما عمين) علة لقوله (وأغرقنا) أي أغرقنا المكذبين لكونهم عمى القلوب لا تنجع فيهم الموعظة ولا يفيدهم التذكير.
وقد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " أول نبي أرسل نوح ". وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد الرقاشي قال:
إنما سمى نوح عليه السلام نوحا لطول ما ناح على نفسه. وأخرج ابن المنذر عن عكرمة نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال: الملأ يعني الأشراف من قومه. وأخرج أبو الشيخ عن السدي (أن جاءكم ذكر من ربكم) يقول بيان من ربكم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (إنهم كانوا قوما عمين) قال: كفارا وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد (إنهم كانوا قوما عمين) قال: عن الحق.
سورة الأعراف الآية (65 - الرحمن 72) قوله (وإلى عاد أخاهم هودا) أي وأرسلنا إلى قوم عاد أخاهم: أي واحدا من قبيلتهم أو صاحبهم أو سماه أخا لكونه ابن آدم مثلهم وعاد من هو ولد سام بن نوح. قيل هو عاد بن عوص بن إرم بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ابن نوح، وهود هو ابن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عوص بن إرم بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، و (هودا) عطف بيان (قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره). قد تقدم تفسير هذا قريبا، والاستفهام في (أفلا تتقون) للإنكار. وقد تقدم أيضا تفسير الملأ، والسفاهة الخفة والحمق. وقد تقدم بيان ذلك في البقرة،