كما دعا نوح على قومه بالهلاك. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، فجاء العباس عمه فأنقذه منهم وطردهم عنه. قال الأعمش: فبذلك يفتخر بنو العباس ويقولون فيهم نزلت - إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء - هوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا طالب، وشاء الله عباس ابن عبد المطلب. وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحرس حتى نزلت (والله يعصمك من الناس) فأخرج رأسه من القبة فقال: أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله، قال الحاكم في المستدرك: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أبي سعيد. وقد روى في هذا المعنى أحاديث. وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني أنمار نزل ذات الرقيع بأعلى نخل، فبينما هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه، فقال الوارث من بني النجار: لأقتلن محمدا، فقال له أصحابه: كيف تقتله؟ قال: أقول له أعطني سيفك فإذا أعطانيه قتلته به، فأتاه فقال: يا محمد أعطني سيفك أشمه، فأعطاه إياه، فرعدت يده حتى سقط السيف من يده، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حال الله بينك وبين ما تريد، فأنزل الله سبحانه (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك) الآية. قال ابن كثير: وهذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرج ابن حبان في صحيحه وابن مردويه عن أبي هريرة نحو هذه القصة ولم يسم الرجل. وأخرج ابن جرير من حديث محمد بن كعب القرظي نحوه. وفى الباب روايات. وقصة غورث بن الحارث ثابتة في الصحيح، وهي معروفة مشهورة.
سورة المائدة الآية (68 - 73)