جرير عن الضحاك (وعلى أمم ممن معك) يعني ممن لم يولد، أوجب الله لهم البركات لما سبق لهم في علم الله من السعادة (وأمم سنمتعهم) يعني متاع الحياة الدنيا (ثم يمسهم منا عذاب أليم) لما سبق لهم في علم الله من الشقاوة، وأخرج أبو الشيخ قال: ثم رجع إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها ولا قومك) يعني العرب (من قبل هذا) القرآن.
سورة هود الآية (50 - 60) قوله (وإلى عاد أخاهم هودا) معطوف على وأرسلنا نوحا: أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم: أي واحدا منهم، وهودا عطف بيان وقوم عاد كانوا عبدة أوثان وقد تقدم مثل هذا في الأعراف. وقيل هم عاد الأولى وعاد الأخرى، فهؤلاء هم عاد الأولى وعاد الأخرى هم شداد ولقمان وقومهما المذكورون في قوله - إرم ذات العماد -، وأصل عاد:
اسم رجل ثم صار اسما للقبيلة كتميم وبكر ونحوهما (ما لكم من إله غيره) قرئ غيره بالجر على اللفظ، وبالرفع على محل من إله، وقرئ بالنصب على الاستثناء (إن أنتم إلا مفترون) أي ما أنتم باتخاذ إله غير الله إلا كاذبون على الله عز وجل ثم خاطبهم فقال (يا قوم لا أسألكم عليه أجرا) أي لا أطلب منكم أجرا على ما أبلغه إليكم وأنصحكم به من الإرشاد إلى عبادة الله وحده وأنه لا إله لكم سواه، فالضمير راجع إلى مضمون هذا الكلام. وقد تقدم معنى هذا في قصة نوح (إن أجري إلا على الذي فطرني) أي ما أجري الذي أطلب إلا من الذي فطرني: