وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله (إلا ما حملت ظهورهما) قال: الألية (أو الحوايا) قال:
المبعر (أو ما اختلط بعظم) قال: الشحم. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله (أو الحوايا) قال: المباعر. وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن الضحاك (أو الحوايا) قال: المرائض والمباعر. وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس (أو ما اختلط بعظم) قال: الألية اختلط شحم الألية بالعصعص فهو حلال وكل شحم القوائم والجنب والرأس والعين والأذن يقولون قد اختلط ذلك بعظم فهو حلال لهم، إنما حرم عليهم الثرب وشحم الكلية وكل شئ كان كذلك ليس في عظم. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله (فإن كذبوك) قال: اليهود. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال:
كانت اليهود يقولون: إن ما حرمه إسرائيل فنحن نحرمه، فذلك قوله (فإن كذبوك) الآية.
سورة الأنعام الآية (148 - 150) أخبر الله عن المشركين أنهم سيقولون هذه المقالة، وهم كفار قريش أو جميع المشركين، يريدون أنه لو شاء الله عدم شركهم ما أشركوا هم ولا آباؤهم ولا حرموا شيئا من الأنعام كالبحيرة ونحوها، وظنوا أن هذا القول يخلصهم عن الحجة التي ألزمهم بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن ما فعلوه حق، ولو لم يكن حقا لأرسل الله إلى آبائهم الذي ماتوا على الشرك، وعلى تحريم ما لم يحرمه الله رسلا يأمرونهم بترك الشرك وبترك التحريم لما لم يحرمه الله. والتحليل لما لم يحلله (كذلك كذب الذين من قبلهم) أي مثل ما كذب هؤلاء كذب من قبلهم من المشركين أنبياء الله (حتى ذاقوا بأسنا) أي استمروا على التكذيب حتى ذاقوا بأسنا الذي أنزلناه بهم، ثم أمره الله أن يقول لهم (هل عندكم من علم فتخرجوه لنا) أي هل عندكم دليل صحيح بعد من العلم النافع فتخرجوه إلينا لننظر فيه ونتدبره، والمقصود من هذا التبكيت لهم، لأنه قد علم أنه لا علم عندهم يصلح للحجة ويقوم به البرهان ثم أوضح لهم أنهم ليسوا على شئ من العلم، وأنهم إنما يتبعون الظنون: أي ما يتبعون إلا الظن الذي هو محل الخطأ ومكان الجهل (وإن أنتم إلا تخرصون) أي تتوهمون مجرد توهم فقط كما يتوهم الخارص، وقد سبق تحقيقه ثم أمره الله سبحانه بأن يخبرهم أن لله الحجة البالغة على الناس: أي التي تنقطع عندها معاذيرهم وتبطل شبههم وظنونهم وتوهماتهم. والمراد بها الكتب المنزلة، والرسل المرسلة، وما جاءوا به من المعجزات (فلو شاء) هدايتكم جميعا (لهداكم أجمعين) ولكنه لم يشأ ذلك، ومثله قوله تعالى - ولو شاء الله ما أشركوا - وما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله - ومثله كثير. ثم أمره الله أن يقول لهؤلاء المشركين (هلم شهداكم) أي هاتوهم وأحضروهم، وهو اسم فعل