وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس (إن الحسنات يذهبن السيئات) قال: الصلوات الخمس، والباقيات الصالحات: الصلوات الخمس. وأخرج البخاري ومسلم وأهل السنن وغيرهم عن ابن مسعود: أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر ذلك له كأنه يسأل عن كفارتها، فأنزلت عليه (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات) فقال الرجل: يا رسول الله إلى هذه؟ قال: هي لمن عمل بها من أمتي وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود وغيرهم عن أبي أمامة " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أقم في حد الله مرة أو مرتين، فأعرض عنه، ثم أقيمت الصلاة، فلما فرغ قال: أين الرجل؟ قال: أنا ذا، قال أتممت الوضوء وصليت معنا آنفا؟ قال نعم. قال: فإنك من خطيئتك كيوم ولدتك أمك فلا تعد، وأنزل الله حينئذ على رسوله (وأقم الصلاة طرفي النهار) ". وفي الباب أحاديث كثيرة بألفاظ مختلفة، ووردت أحاديث أيضا " إن الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ". وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله (ذلك ذكرى للذاكرين) قال: هم الذين يذكرون الله في السراء والضراء، والشدة والرخاء، والعافية والبلاء. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: لما نزع الذي قبل المرأة تذكر فذلك قوله (ذكرى للذاكرين).
سورة هود الآية (116 - 124) هذا عود إلى أحوال الأمم الخالية لبيان أن سبب حلول عذاب الاستئصال بهم أنه ما كان فيهم من ينهى عن الفساد ويأمر بالرشاد، فقال (فلولا) أي فهلا (كان من القرون) الكائنة (من قبلكم أولوا بقية) من الرأي والعقل والدين (ينهون) قومهم (عن الفساد في الأرض) ويمنعونهم من ذلك لكونهم ممن جمع الله له بين جودة العقل، وقوة الدين، وفي هذا من التوبيخ للكفار ما لا يخفى، والبقية في الأصل لما يستبقيه الرجل مما يخرجه،