فأمروا بالثياب أن يلبسوها (قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) قال: ينتفعون بها في الدنيا لا يتبعهم فيها مأثم يوم القيامة. وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الضحاك (قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا) قال: المشركون يشاركون المؤمنين في زهرة الدنيا وهي خالصة يوم القيامة للمؤمنين دون المشركين. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس (والطيبات من الرزق) قال: الودك واللحم والسمن. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال: كان أهل الجاهلية يحرمون أشياء أحلها الله من الثياب وغيرها، وهو قول الله - قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا - وهذا هذا، فأنزل الله (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا) يعنى شارك المسلمون الكفار في الطيبات في الحياة الدنيا فأكلوا من طيبات طعامها ولبسوا من جياد ثيابها ونكحوا من صالحي نسائها، ثم يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا وليس للمشركين فيها شئ. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: ما ظهر منها العرية، وما بطن الزنا، وكانوا يطوفون بالبيت عراة. وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال: ما ظهر منها طواف الجاهلية عراة، وما بطن الزنا. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله (والإثم) قال المعصية (والبغي) قال: أن يبغي على الناس بغير حق.
سورة الأنعام الآية (34 - 39) قوله (ولكل أمة أجل) أي وقت معين محدود ينزل فيه عذابهم من الله أو يميتهم فيه، ويجوز أن تحمل الآية على ما هو أعم من الأمرين جميعا، والضمير في (أجلهم) لكل أمة: أي إذا جاء أجل كل أمة من الأمم كان ما قدره عليهم واقعا في ذلك الأجل لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون عنه ساعة. قال أبو السعود ما معناه:
إن قوله (ولا يستقدمون) عطف على (يستأخرون) لكن لا لبيان انتفاء التقدم مع إمكانه في نفسه كالتأخر بل