ابن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في كتاب الرؤية من طرق عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ هذه الآية (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) قال هكذا، وأشار بأصبعيه ووضع إبهاميه على أنملة الخنصر، وفى لفظ على المفصل الأعلى من الخنصر، فساخ الجبل (وخر موسى صعقا) وفى لفظ فساخ الجبل في الأرض فهو يهوى فيها إلى يوم القيامة، وهذا الحديث حديث صحيح على شرط مسلم. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: الجبل الذي أمره الله أن ينظر إليه الطور. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في كتاب الرؤية عن ابن عباس (فلما تجلى ربه للجبل) قال: ما تجلى منه إلا قدر الخنصر (جعله دكا) قال: ترابا (وخر موسى صعقا) قال: مغشيا عليه. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والديلمي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة أجبل، فوقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة بالمدينة: أحد وورقان ورضوي، وبمكة: حراء وثبير وثور ". وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لما تجلى الله لموسى تطايرت سبعة أجبل، ففي الحجاز خمسة منها، وفى اليمن اثنان، في الحجاز: أحد وثبير وحراء وثور وورقان، وفى اليمن: حضور وصبر ". وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس أن موسى لما كلمه ربه أحب أن ينظر إليه فسأله فقال (لن تراني ولكن انظر إلى الجبل) قال: فحف حول الجبل الملائكة وحف حول الملائكة بنار وحف حول النار بملائكة وحف حولهم بنار، ثم تجلى ربه للجبل تجلى منه مثل الخنصر، فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا، فلم يزل صعقا ما شاء الله، ثم أفاق فقال: سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين من بني إسرائيل. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن علي ابن أبي طالب قال: كتب الله الألواح لموسى وهو يسمع صريف الأقلام في لوح. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة كان طول اللوح اثنى عشر ذراعا ". وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير قال كانوا يقولون كانت الألواح من ياقوتة. وأنا أقول: إنما كانت من زمرد وكتابها الذهب، كتبها الله بيده، فسمع أهل السماوات صريف الأقلام.
أقول: رحم الله سعيدا ما كان أغناه عن هذا الذي قاله من جهة نفسه، فمثله لا يقال بالرأي ولا بالحدس، والذي يغلب به الظن أن كثيرا من السلف رحمهم الله كانوا يسألون اليهود عن هذه الأمور، فلهذا اختلف واضطربت فهذا يقول من خشب، وهذا يقول من ياقوت، وهذا يقول من زمرد، وهذا يقول من زبرجد، وهذا يقول من برد، وهذا يقول من حجر. وأخرج أبو الشيخ عن السدي (وكتبنا له في الألواح من كل شئ) كل شئ أمروا به ونهوا عنه. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد مثله. وقد اختلف السلف في المكتوب في الألواح اختلافا كثيرا، ولا مانع من حمل المكتوب على جميع ذلك لعدم التنافي. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس (فخذها بقوة) قال بجد وحزم (سأوريكم دار الفاسقين) قال: دار الكفار وأخرج ابن جرير عنه (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) قال: أمر موسى أن يأخذها بأشد مما أمر به قومه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس (فخذها بقوة) قال: بطاعة. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله (فخذها بقوة) يعني بجد واجتهاد (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) قال: بأحسن ما يجدون منها. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد (سأوريكم دار الفاسقين) قال: