وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله (واجتبيناهم) قال: أخلصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) قال: يريد هؤلاء الذين هديناهم وفعلنا بهم. وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال: الحكم اللب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (فإن يكفر بها هؤلاء) يعني أهل مكة، يقول: إن يكفروا بالقرآن (فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) يعنى أهل المدينة والأنصار. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (فقد وكلنا بها قوما) قال: هم الأنبياء الثمانية عشر الذين قال الله فيهم (فبهداهم اقتده). وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي رجاء العطاردي قال في الآية: هم الملائكة. وأخرج البخاري والنسائي وغيرهما عن ابن عباس في قوله (فبهداهم اقتده) قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتدى بهداهم وكان يسجد في ص، ولفظ ابن أبي حاتم عن مجاهد: سألت ابن عباس عن السجدة التي في ص، فقال هذه الآية، وقال: أمر نبيكم أن يقتدى بداود عليه السلام. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (قل لا أسألكم عليه أجرا) قال: قل لهم يا محمد لا أسألكم على ما أدعوكم إليه عرضا من عروض الدنيا.
سورة الأنعام الآية (91 - 94) قوله (وما قدروا الله حق قدره) قدرت الشئ وقدرته عرفت مقداره، وأصله: الستر، ثم استعمل في معرفة الشئ: أي لم يعرفوه حق معرفته حيث أنكروا إرساله للرسل وإنزاله للكتب، وقيل المعنى: وما قدروا نعم الله حق تقديرها. وقرأ أبو حيوة (وما قدروا الله حق قدره) بفتح الدال: وهي لغة، ولما وقع منهم هذا الإنكار