قال الفراء: هي لغة بعض أهل نجد. وقرأ الباقون بفتحها، والإشارة بقوله (إن في ذلكم) إلى ما تقدم ذكره مجملا ومفصلا (لآيات لقوم يؤمنون) بالله استدلالا بما يشاهدونه من عجائب مخلوقاته التي قصها عليهم.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى (إن الله فالق الحب والنوى) يقول: خلق الحب والنوى. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال: يفلق الحب والنوى عن النبات. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال: الشقان اللذان فيهما. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي مالك نحوه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه في قوله (يخرج الحي من الميت) قال: النخلة من النواة والسنبلة من الحبة (ومخرج الميت من الحي) قال:
النواة من النخلة والحبة من السنبلة. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد (يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي) قال: الناس الأحياء من النطف، والنطفة ميتة تخرج من الناس الأحياء، ومن الأنعام والنبات كذلك أيضا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس (فأنى تؤفكون) أي فكيف تكذبون. وأخرج أيضا عن الحسن قال أنى تصرفون. وأخرج أيضا عن ابن عباس في (فالق الإصباح) قال: خلق الليل والنهار. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال: يعني بالإصباح ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في (فالق الإصباح) قال: إضاءة الفجر. وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله (فالق الإصباح) قال: فالق الصبح. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (وجاعل الليل سكنا) قال: سكن فيه كل طير ودابة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (والشمس والقمر حسبانا) يعني عدد الأيام والشهور والسنين، وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) قال: يضل الرجل وهو في الظلمة والجور عن الطريق. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والخطيب في كتاب النجوم عن عمر بن الخطاب قال: تعلموا من النجوم ما تهتدون به في بركم وبحركم ثم أمسكوا، فإنها والله ما خلقت إلا زينة للسماء ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة نحوه. وأخرج ابن مردويه والخطيب عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا ".
وقد ورد في استحباب مراعاة الشمس والقمر لذكر الله سبحانه لا لغير ذلك أحاديث: منها عند الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أحب عباد الله إلى الله الذين يراعون الشمس والقمر لذكر الله ". وأخرج ابن شاهين والطبراني والحاكم والخطيب عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر نحوه. وأخرج أحمد في الزهد والخطيب عن أبي الدرداء نحوه. وأخرج الخطيب في كتاب النجوم عن أبي هريرة نحو حديثه الأول مرفوعا. وأخرج الحاكم في تاريخه والديلمي بسند ضعيف عن أبي هريرة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
التاجر الأمين. والإمام المقتصد، وراعى الشمس بالنهار ". وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن سلمان الفارسي قال: " سبعة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، فذكر منهم الرجل الذي يراعي الشمس لمواقيت الصلاة ".
فهذه الأحاديث مقيدة بكون المراعاة لذكر الله والصلاة لا لغير ذلك. وقد جعل الله انقضاء وقت صلاة الفجر طلوع الشمس. وأول صلاة الظهر زوالها، ووقت العصر ما دامت الشمس بيضاء نقية. ووقت المغرب غروب