الله عليه وآله وسلم " أعوذ بوجهك (أو من تحت أرجلكم) قال: أعوذ بوجهك (أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) قال: هذا أهون أو أيسر ". وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم من حديث طويل عن ثوبان، وفيه " وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها ". وأخرج مسلم وغيره من حديث سعد بن أبي وقاص: " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقبل ذات يوم من العالية. حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا، ثم انصرف إلينا فقال: سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألته أن لا يهلك أمتي بالغرق.
وسألته أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيهما وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ". وأخرج أحمد والحاكم وصححه من حديث جابر بن عتيك نحوه. وأخرج نحوه أيضا ابن مردويه من حديث أبي هريرة. وأخرج أيضا ابن أبي شيبة وابن مردويه من حديث حذيفة بن اليمان نحوه. وأخرج أحمد والنسائي وابن مردويه عن أنس نحوه أيضا. وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم) فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والضياء في المختارة عن أبي بن كعب في هذه الآية قال:
هن أربع وكلهن عذاب وكلهن واقع لا محالة. فمضت اثنتان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخمس وعشرين سنة: فألبسوا شيعا. وذاق بعضهم بأس بعض، وبقيت اثنتان واقعتان لا محالة: الخسف، والرجم، والأحاديث في هذا الباب كثيرة وفيما ذكرناه كفاية.
سورة الأنعام الآية (66 - 71)