يقولون: يا لادين، فوقف داود فقال: ما شأن هذا، يسمى لادين، فقال سليمان وهو في ناحية القوم: أما إنه لو سألني عن هذا لأخبرته بأمره، فقيل لداود: إن سليمان قال كذا وكذا، فدعاه وقال: ما شأن هذا الغلام سمي لادين فقال: سأعلم لك علم ذلك، فسأل سليمان عن أبيه كيف كان أمره؟ فقيل: إن أباه كان في سفر له مع أصحاب له، وكان كثير المال فأرادوا قتله، فأوصاهم فقال: إني تركت امرأتي حبلى، فإن ولدت غلاما فقولوا لها: تسميه " لا دين " فبعث سليمان إلى أصحابه، فجاؤوا فخلا بأحدهم فلم يزل حتى أقر، وخلا بالآخرين، فلم يزل بهم حتى أقروا كلهم، فرفعهم إلى داود فقتلهم فعطف عليه بعض العطف، وكانت امرأة عابدة من بني إسرائيل وكانت تبتلت، وكانت لها جاريتان جميلتان وقد تبتلت المرأة لا تريد الرجال، فقالت إحدى الجاريتين للأخرى:
قد طال علينا هذا البلاء، أما هذه فلا تريد الرجال، ولا تزال بشر ما كنا لها، فلو أنا فضحناها فرجمت، فصرنا إلى الرجال، فأخذتا ماء البيض فأتتاها وهي ساجدة فكشفتا عنها ثوبها ونضحتا في دبرها ماء البيض وصرختا: إنها قد بغت، وكان من زنا منهم حده الرجم: فرفعت إلى داود عليه السلام وماء البيض في ثيابها فأراد رجمها، فقال سليمان: أما أنه لو سألني لأنبأته، فقيل لداود: إن سليمان قال كذا وكذا، فدعاه فقال: ما شأن هذه؟
ما أمرها؟ فقال: ائتوني بنار فإنه إن كان ماء الرجال تفرق: وإن كان ماء البيض اجتمع، فأتى بنار فوضعها عليه فاجتمع فدرأ عنها الرجم، وعطف عليه بعض العطف وأحبه، ثم كان بعد ذلك أصحاب الحرث وأصحاب الشياه، فقضى داود عليه السلام لأصحاب الحرث بالغنم، فخرجوا وخرجت الرعاء معهم الكلاب، فقال سليمان: كيف قضى بينكم؟ فأخبروه فقال: لو وليت أمرهم لقضيت بينهم بغير هذا القضاء: فقيل لداود: إن سليمان يقول كذا وكذا، فدعاه فقال: كيف تقضي؟ فقال: أدفع الغنم إلى أصحاب الحرث هذا العام فيكون لهم أولادها وسلاها وألبابها ومنافعها ويبذر هؤلاء مثل حرثهم، فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه أخذ هؤلاء الحرث ودفع هؤلاء إلى هؤلاء الغنم، قال: فعطف عليهم، قال حماد: وسمعت ثابتا يقول: هو أوريا.
(9) حدثنا أبو أسامة عن الفزاري عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى داود عليه السلام أن قل للظلمة: لا يذكروني، فإنه حق علي أن أذكر من ذكرني، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم.
(10) حدثنا عبيد الله قال حدثنا شريك عن السدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: مات داود عليه السلام يوم السبت فجاءة، فعكفت الطير عليه تظله.