على الصحفة سبعة أو ثمانية، قال: فلما أكلوا كشفنا التنور والبرمة، فإذا هما قد عادا إلى أملا ما كانا، فنثرد ونغرف ونقرب إليهم، فلم نزل نفعل كذلك، كلما فتحنا التنور وكشفنا عن البرمة وجدناهما أملا ما كانا، حتى شبع المسلمون كلهم، وبقي طائفة من الطعام فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الناس قد أصابتهم مخمصة، فكلوا وأطعموا ".
قال: فلم نزل يومنا نأكل ونطعم، قال: وأخبرني أنهم كانوا ثمانمائة أو ثلاثمائة.
(72) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي عن جابر قال: توفي أو استشهد عبد الله بن عمرو بن حرام، فاستعنت برسول الله صلى الله عليه وسلم على غرمائه أن يضعوا من دينهم شيئا، فأبوا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذهب فصنف تمرك أصنافا ثم أعلمني، قال: ففعلت فجعلت العجوة على حدة وصنفته أصنافا، ثم أعلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء فقعد على أعلاه أو في وسطه، ثم قال: كل للقوم "، فكلت لهم حتى وفيتهم وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شئ.
(73) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أنيس بن أبي يحيى عن إسحاق بن سالم عن أبي هريرة قال: خرج على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: " ادع لي أصحابك - يعني أصحاب الصفة، فجعلت أتبعهم رجلا رجلا أوقظهم حتى جمعتهم، فجئنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنا فأذن لنا، قال أبو هريرة: ووضعت بين أيدينا صحفة فيها صنيع قدر مدي شعير، قال: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها فقال: خذوا بسم الله، فأكلنا ما شئنا ثم رفعنا أيدينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الصحفة: والذي نفس محمد بيده! ما أمسى في آل محمد طعام غير شئ ترونه "، فقيل لأبي هريرة: قدر كم كانت حين فرغتم؟ قال: مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع.
(74) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا موسى الجهني عن الشعبي قال: سمعته يقول:
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لجلسائه يوما: " أيسركم أن تكونوا ثلث أهل الجنة، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أفيسركم أن تكونوا نصف أهل الجنة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أمتي يوم القيامة ثلثا أهل الجنة، إن الناس يوم القيامة عشرون ومائة صف، وإن أمتي من ذلك ثمانون صفا ".