(58) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم عن علي بن عبد الرحمن عن حذيفة بن اليمان قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حرة بني معاوية واتبعت أثره حتى ظهر عليها، فصلى الضحى ثمان ركعات طول فيهن ثم انصرف فقال: " يا حذيفة! طولت عليك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إني سألت الله فيها ثلاثا، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يظهر على أمتي غيرها فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكها بالسنين فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني ".
(59) حدثنا أبو أسامة عن مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة عن مرة عن عبد الله قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء - السادسة، وإليها ينتهي ما يخرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: فراش به من ذهب، قال:
فأعطى ثلاثا: أعطى الصلوات الخمس، وأعطى خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله من أمته المقحمات.
(60) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بالبراق وهو دابة أبيض طويل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فلم يزايل ظهره هو وجبريل حتى أتيا بيت المقدس.
(61) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن عبد الله بن شداد قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم أتي بدابة دون البغل وفوق الحمار، يضع حافره عند منتهى طرفه، يقال له: البراق، ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعير للمشركين فنفرت فقالوا: يا هؤلاء! ما هذا؟ قالوا: ما نرى شيئا، ما هذه إلا ريح، حتى أتى بيت المقدس فأتي بإناءين في واحد خمر وفي الآخر لبن، فأخذ اللبن فقال له جبريل: هديت وهديت أمتك، ثم سار إلى مصر.
(62) حدثنا هوذة قال ثنا عوف عن زرارة بن أوفى قال: قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معتزلا حزينا، فمر به أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شئ؟ قال: نعم، قال: وما هو؟ قال: إني أسري