وهرب بعضهم إلى أعدائه وكثرة الحروب والفتن... " ثم قال بعد ذكر الآيات الكثيرة والأمثلة لما ذكره قال: " إن الاسلام ما حلى عندهم ولا ثبت في قلوبهم إلا بعد موته حين فتحت عليهم الفتوح وجاءتهم الغنائم والأموال وكثرت عليهم المكاسب وذاقوا طعم الحياة وعرفوا لذة الدنيا ولبسوا الناعم وأكلوا الطيب وتمتعوا بنساء الروم وملكوا خزائن كسرى... فاستدلوا بما فتح الله عليهم وأتاحه لهم على صحة الدعوة وصدق الرسالة، وقد كان (صلى الله عليه وآله) وعدهم بأنه سيفتح لهم كنوز كسرى وقيصر، فلما وجدوا الأمر قد وقع بموجب ما قاله عظموه وبجلوه، وانقلبت الشكوك وذاك النفاق وذلك الاستهزاء إيمانا ويقينا وإخلاصا... ولولا الفتوح والنصر والظفر الذي منحهم الله تعالى إياه، والدولة التي ساقها إليهم لانقرض دين الاسلام بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يذكر في التواريخ.. " (1).
وعلى كل حال وقعت في هذه القصة أمور كلها خلاف وعصيان:
1 - ردهم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعصيانهم ومخالفتهم لأمره وعدم استجابتهم الرسول إذا دعاهم لما يحييهم، وعصوا رسول ربهم خلافا للقرآن الكريم كما تقدم.
2 - قالوا: إنه يهجر أو غلبه الوجع خلافا لله تعالى كما تقدم في الآيات الشريفة.
3 - رفعوا الأصوات عند رسول الله وتنازعوا ولغطوا وطال حوارهم وقد قال سبحانه وتعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا