والظاهر أن الصحيح هو الأول، لأن بني سليم بن منصور من بلادهم السوارقية كما في معجم قبائل العرب 2: 543 ومعجم البلدان 3: 276 فإقطاعها يناسب أن يكون لبعض قاطنيها لا لرجل من حمير.
أقطعه السوارقية نخلها وقصرها قال ياقوت: السوارقية: بفتح أوله وضمه وبعد الراء قاف وياء النسبة ويقال: السويرقية بلفظ التصغير قرية أبي بكر بين مكة والمدينة وهي نجدية وكانت لبني سليم.. وقال عرام: السوارقية: قرية غناء كبيرة كثيرة الأهل فيها منبر ومسجد جامع وسوق تأتيها التجار من الأقطار لبني سليم خاصة، ولكل من بني سليم فيها شئ.. ولهم مزارع ونخيل كثيرة من موز وتين وعنب ورمان وسفرجل وخوخ، ولهم إبل وخيل وشاء، وكبراؤهم بادية إلا من ولد بها فإنهم ثابتون بها، والآخرون بأدون حولها، ويميرون طريق الحجاز ونجد في طريق الحاج وإلى حد ضرية وإليها ينتهي حدهم إلى سبع مراحل ولهم قرى حواليهم. (وراجع وفاء الوفا 2: 325 وفي ط 4: 1238 وعمدة الأخبار: 340 و 341) وفي تأريخ الطبري 9: 130: والسوارقية حصون.
والمراد من إمارتهم الطريق طريق الحجاز ونجد يحتمل أن تكون هي الخفارة وتأمين السبيل، فعلى هذا لعله (صلى الله عليه وآله) جعل لسعيد بن سفيان نخل السوارقية في إزاء تأمين الطريق بين الحجاز ونجد للحجاج وغيرهم، ويحتمل أن يكون تأميرهم الطريق بإعطائهم المسافرين الميرة وتزويدهم ما يحتاجون إليه، ويحتمل أن يكون المراد من تأميرهم الطريق أخذهم الخراج من المسافرين وهو بعيد، وعلى كل حال سوف نتكلم حول إقطاعه (صلى الله عليه وآله) له النخل إن شاء الله تعالى.
" لا يحاقه " أي: لا يخاصمه، وقد مر تفسيره.