يؤكلون " أي: لا يغار عليهم، فعلى هذا يكون قوله (صلى الله عليه وآله): " ولا يغار عليهم " استدراكا وبيانا، ويمكن أن يكون كناية عن استقلالهم وحفظ شؤونهم أي: لا يصيروا رعايا لغيرهم، قال في النهاية: ومأكول حمير خير من آكلها، المأكول الرعية والآكلون الملوك، ويمكن أن يكون أنهم لا تبطل حقوقهم ولا تؤكل أموالهم.
" ولا يعركون " وفي نص " لا يعركوا " يقال: عركت الماشية الأرض إذا جردتها من المرعى، فهو كناية عن عدم تحميل ما يشق عليهم وما يستأصلهم أي:
لا يحمل عليهم الشر، ولا يضامون، ولا يحملون ما يشق عليهم ويستأصلهم هذه شروط شرطها لهم.
" وعليهم إقامة شرائع الاسلام " شرط عليهم بالعمل بأحكام الاسلام تماما.
" فمن بدل " لعله كناية عن عدم الالتزام والاعتقاد بها ويمكن أن يكون كناية عن عدم العمل بها بناء على أن العمل بالأركان جزء الايمان كما في الأحاديث المتظافرة أو المتواترة.
" اللقطة مؤداة " إخبار في مقام الانشاء أي: يجب أداؤها إلى صاحبها.
" والسارحة " أي: الماشية منداة أي: معطاة أي تعطي فرائضها والندي السخي وقال بعض الفضلاء: إن منداة من التندية وهي أن يورد الرجل الإبل والخيل فتشرب قليلا ثم يردها إلى المرعى ساعة ثم تعاد إلى الماء يعني شرط لهم أن لا يمنعوا من الرعي والسقي كيفما شاءوا وأرادوا.
" والتفث السيئة " كأن كلمة تفث كانت مجهولة عند مهرة فسألوه (صلى الله عليه وآله) عن معناها وتفسيرها، ففسرها بمطلق السيئة، فهو بمنزلة التفسير للآية الكريمة: * (ثم ليقضوا تفثهم) * الحج: 29 قال الراغب: " ثم ليقضوا تفثهم " أي: أزالوا (ظ: ليزيلوا)