فقال يا علي انه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها ولكن على رسلك حتى أخرج إليك فدخل عليها فقامت اليه فأخذت رداءه ونزعت نعليه وأتته بالوضوء فوضأته بيدها وغسلت رجليه ثم قعدت فقال لها يا فاطمة فقالت لبيك حاجتك يا رسول الله قال إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله واسلامه واني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم اليه، وقد ذكر من أمرك شيئا فما ترين فسكتت ولم تول وجهها ولم ير فيه رسول الله صلى الله عليه وآله كراهة، فقام وهو يقول الله أكبر، سكوتها اقرارها، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال يا محمد زوجها علي بن أبي طالب فان الله قد رضيها له ورضيه لها، قال علي فزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أتاني فأخذ بيدي فقال قم باسم الله وقل (على بركة الله وما شاء الله لا قوة الا بالله توكلت على الله) ثم جاءني حين أقعدني عندها عليها السلام، ثم قال (اللهم انهما أحب خلقك إلي فأحبهما وبارك في ذريتهما، واجعل عليهما منك حافظا، واني أعيذهما وذريتهما بك من الشيطان الرجيم).
48 (3) البحار 331 ج 103 - محمد بن جرير الطبري الشيعي غير التاريخي قال لما ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيدا فمنعه أمير المؤمنين عليه السلام وأعتق نصيبه منهم، ثم الصحابة وهبوا أنصباءهم فقبل وأعتقهم جميعا، ثم قال عليه السلام هؤلاء لا يكرهن على التزويج ولكن يخيرن، فلما خيرت شهر بانويه فقيل لها من تختارين من خطابك، وهل أنت ممن يريد بعلا فسكتت فقال أمير المؤمنين عليه السلام قد أرادت وبقي الاختيار، فقال عمر وما علمك بإرادتها البعل قال عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أتته كريمة قوم لا ولي لها وقد خطبت يأمر أن يقال لها أنت راضية بالبعل فان استحيت وسكتت جعلت اذنها صماتها وأمر بتزويجها وان قالت لا لم تكره على ما تختاره وان شهربانويه أريت الخطاب فأومأت بيدها واختارت الحسين عليه السلام فأعيد القول عليها في التخيير فأشارت بيدها وقالت بلغتها، هذا ان كنت مخيرة وجعلت أمير المؤمنين عليه السلام وليها وخطب حذيفة إلى آخر الخبر.