وليبك كثيرا.
116 - قال: وأخرج أحمد بسند حسن عن ربيعة الأسلمي قال: جرى بيني وبين أبي بكر كلام فقال لي كلمة كرهتها وندم، فقال لي يا ربيعة رد على مثلها حتى يكون قصاصا فقلت لا أفعل فقال أبو بكر لتقولن أو لاستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بفاعل فانطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت أتلوه وجاء أناس من أسلم فقالوا لي رحم الله أبا بكر في أي شئ يستعدي عليك وهو الذي قال لك ما قال؟ - فقلت أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر ثاني اثنين، وهذا ذو شيبة المسلمين،. إياكم لا يلتفت، فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله تعالى لغضبهما فيهلك ربيعة قالوا فما تأمرنا؟ - قلت ارجعوا وانطلق أبو بكر وتبعته وحدي حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث كما كان فرفع إلى رأسه فقال يا ربيعة مالك والصديق؟ - فقلت يا رسول الله كان كذا وكذا فقال لي كلمة كرهتها فقال لي قل كما قلت حتى يكون قصاصا فأبيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل لا ترد عليه ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر فقلت: غفر الله لك يا أبا بكر.
أقول: هذا يدل على جهل أبي بكر بأحكام الشريعة وتناوله للربيعة لمكروه القبيح ثم تكليفه بذكر مثل ذلك القبيح قصاصا فلا فضيلة فيه أصلا بل هو نقيصة كاملة كما لا يخفى ونظير ذلك ما وقع عن بعضهم حيث سئل عن حكم من أدخل إصبعا أو خشبا في دبر إنسان فأجاب بأن جزاءه أن يفعل به مثل ذلك الفعل مستدلا بقوله تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها " والفقيه النبيه، خبير بما فيه، فتأمل.
117 - قال: وأخرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرج بي إلى السماء فما مررت بسماء إلا وجدت فيها اسمي محمد رسول الله وأبو بكر الصديق خلفي وورد هذا الحديث أيضا من رواية ابن عباس وابن عمر، وأنس، وأبي سعيد، وأبي الدرداء