نحن فيه فإن رذالة قوم أبي بكر ومهانة نفسه بشهادة أبي سفيان عليه بذلك كما مر، وكونه خياطا في الإسلام ومعلما للصبيان في الجاهلية مما لا يخفى ولنعم ما قيل:
شعر كفى المرء نقصا أن يقال بأنه * معلم صبيان وإن كان فاضلا وأما نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فهو هو وهو الذي خطب له أبو طالب رضي الله عنه عند نكاحه بخديجة رضي الله عنها ومن شاهده من قريش حضور بقوله " الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ وجعلنا الحكام على الناس في بلدنا الذي نحن فيه ثم ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب لا يوزن برجل من قريش إلا رجح، ولا يقاس بأحد منهم إلا عظم عنه،. إلى آخره ".
وثالثا إن إعتاق أبي بكر لبلال من ماله لا يصلح لأن يصير منة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكم من عبد لله أعتقه غير أبي بكر من المهاجرين والأنصار في زمانه صلى الله عليه وآله وسلم مع احتمال أن يكون اعتاقه لبلال في كفارة قسم أو صوم أو إظهار ونحو ذلك فلا منة له في ذلك على الله تعالى ولا على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
ورابعا أن نفعه بمال أبي بكر مما قد أبطلناه سابقا وسيأتي عليه لاحقا بما حاصله أنه لم يكن ذا مال لا في الجاهلية ولا في الإسلام وكان الترمذي الراوي، وهذا الشيخ الجامد الغاوي الذين تفردا بوضع هذه الرواية وتقريرها قد أقرضا أبا بكر قرضا قد نما رباءه نمو تضعيف ببيوت الشطرنج ولم يتمكن أبو بكر من أداءه فأرادا إظهاره بتصريف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المال الذي أقرضه أبو بكر منهما بوضع هذه الرواية ليطالبوا ورثته من بني فاطمة عليها السلام بل عصبته من سائر بني هاشم بذلك وغفلوا عما قال أبو بكر من " أن معاشر الأنبياء لا يورثون " وعن أن التعصيب عند أهل البيت عليهم السلام باطل فليضحك قليلا