وأسانيدها كلها ضعيفة لكنه ترتقي بمجموعها إلى درجة الحسن انتهى.
أقول: هذا الحديث مع كونه أول رواية أبي هريرة عبارته ركيكة ومفهومه غير محصل فلا يصدر عن الفصيح وكيف ينقش في السماوات التي هي الأجرام الشريفة اسم أبي بكر في أزل الأزال، مع سبق كفره على زمان الحال، ولقد أنطقه الله بالحق حيث قال:
إن أسانيدها كلها ضعيفة. وأما ما ذكره بقوله " لكن ترتقي بمجموعها إلى درجة الحسن " فإنما يسلم لو لم يكن الضعف بالغا إلى درجة الوضع مع أن أمارات الوضع عليه ظاهرة لفظا ومعنى وإسنادا كما عرفت. ثم الظاهر أنهم وضعوا هذا في مقابلة الحديث المتفق عليه الذي ذكره القاضي عياض في كتاب الشفاء عن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه مكتوب على العرش " محمد رسول الله، أيدته بعلي " انتهى وأين هنا من ذاك ونعم ما قال بعض أهل الادراك:
اسم على العرش مكتوب كما نقلوا * من يستطيع له محوا وترقينا (1) 118 - قال: وأخرج البغوي وابن عساكر عن ابن عمر قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خللها في صدره بخلال فنزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خللها في صدره بخلال؟ - فقال يا جبرئيل أنفق ماله علي قبل الفتح قال فإن الله يقرء عليه السلام ويقول قل له: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال: أبو بكر أسخط على ربي؟ أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض.
وسنده غريب ضعيف انتهى.
أقول: هذا من غرائب موضوعاتهم وذلك من وجوه أما أولا فلأنه أول راويه ابن عمر الذي سمعت منا القدح فيه سابقا وأن أبا حنيفة لم يعمل بحديثه أبدا.