وأما ثالثا فلأن ما ذكره " من أن الصحبة في قوله " قال له صاحبه " مقرونة بما يقتضي الإهانة،. إلى آخره " مدفوع بأن الكلام في دلالة لفظ الصحبة والقرينة على تقدير تسليم وجودها لا يجدي في ذلك بل اللازم من استعمال الصحبة في مقام الإهانة أن لا يكون للفظ الصحبة دلالة على التعظيم أصلا ولو سلم فنقول أن ما ذكره كلام على السند الأخص لأن ههنا آية أخرى تدل على أن يوسف عليه السلام قال لكافرين كانا معه في السجن: صاحبي، من غير أن يكون مقرونا بإهانة وإذلال وهي قوله تعالى حكاية عنه على نبينا وآله وعليه السلام " يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار " كما مر بيانه في ذكر آية الغار.
وأما رابعا فلأن تعجبه عن الشيعة في حلفهم بما ذكر من أعجب الأعجب لأنهم اعتقدوا أن الخمسة التي سادسهم جبرئيل يكون الله تعالى ثاني كل منهم وثالث كل اثنين منهم وهكذا فلذلك استغنوا عن الحلف بذلك المركب الوضعي الوهمي الذي لا نسبة لأحد جزئيه وهو أبو بكر إلى الله تعالى بل وإلى رسوله أيضا. وأيضا فلا حق لأبي بكر من نظر الشيعة حتى يتجه لهم الحلف بحق اثنين أحدهما أبو بكر بل هو عندهم ممن أضاع حق الله تعالى وحق نبيه وأهل بيته عليه وعليهم السلام كما سبق فيه الكلام وكأن من يتوقع صدور هذا القسم من القسم عن الشيعة لم يسمع القصة التي ذكرها غوث الحكماء الأمير غياث الدين منصور الشيرازي رحمه الله في شرح الهياكل حيث قال: إن رجلا جبانا ضعيفا يدعى بعثمان أخذ حية عظيمة أضعفها البرد فأسقطت قواها فكان يلعب بها حتى أشرق عليها الشمس فانتعشت واشتدت وعضت فهرب الصاحب منها فلما فارقها صادف شيعيا كان بينهما عداوة قديمة وأخبره عن حاله وقال له خذ لي هذه الحية بحق عثمان، فقال الشيعي: أنظروا أي رجل، يزاول أي صنعة، ثم يأمر