120 - قال: وأخرج ابن عساكر بسند صحيح عن عائشة قالت والله ما قال أبو بكر شعرا قط في الجاهلية والإسلام ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية انتهى.
أقول: إن عدم قوله للشعر إنما كان لعدم شعوره وفقد موزونيته وجمود طبعه وخمود سليقته لا لترفعه عن النسبة إلى الشعر كما هو شأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلا فليس مطلق الشعر مما يستحب لغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم الترفع عنه ولو كان كذلك لما اجتمع لأمير المؤمنين عليه السلام ديوان من الشعر وكيف يتأتى أن يقال مطلق الشعر قبيح؟ مع ما ورد من كلمه صلى الله عليه وآله وسلم " إن من الشعر لحكمة ".
121 - قال: أخرج أبو نعيم وابن عساكر عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كلمت أحدا في الإسلام إلا أبي علي وراجعني الكلام إلا ابن أبي قحافة فإني لم أكلمه في شئ إلا قبله واستقام عليه وفي رواية لابن إسحاق " ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عتم أي تلبث عنه حين ذكرته وما تردد فيه " قال البيهقي وهذا لأنه كان يرى دلائل نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمع آثاره قبل دعوته فحين دعاه كان سبق له فيه تفكر ونظر فأسلم في الحال انتهى.
أقول: إنما أسلم أو استسلم أبو بكر طمعا في جاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودولته الذي وجد الإخبار عنه عن بعض الرهابين وأحبار أهل الكتاب فلسبق هذا الوجدان والطمع استسلم ولم يتردد بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويؤيد ما ذكرناه ما نقله آخرا عن البيهقي فافهم.
122 - قال: وأخرج الترمذي وابن حيان في صحيحه عن أبي بكر أنه قال: ألست أحق الناس بها أي بالخلافة؟ ألست أول من أسلم؟ الحديث والطبراني في الكبير وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الشعبي قال سألت ابن عباس أي الناس كان أول إسلاما؟ - قال أبو بكر ألم تسمع قول حسان.