ذهنه صلى الله عليه وآله وسلم من الناس إلى النساء منهم دون الرجال فيجيب بما نسب إليه من الجواب،.
على أنه يحتمل أن يكون مراد السائل بالناس من عدا أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم كما يرشد إليه الرواية الأخرى وحينئذ لا يلزم من ذلك إثبات فضيلة يعتد بها لأبي بكر ولا نزاع للشيعة في أن يكون أبو بكر أحب إلى النبي صلى الله عليه وآله من عمر لأنه ينزل منزلة أن يقال يزيد أحب إلي من فرعون، أو بالعكس، تأمل.
111 - قال: وأخرج (1) أيضا عن أبي هريرة كنا معشر أصحاب رسول الله ونحن متوافرون نقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم نسكت والترمذي عن جابر أن عمر قال لأبي بكر: يا خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر.
أما إنك إن قلت ذلك فلقد سمعته يقول: ما طلعت الشمس علي خير من عمر. ومر أنه تواتر عن علي: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر. وأنه قال: لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر لأجلدته حد المفتري. أخرجه ابن عساكر انتهى.
أقول: قد مر الكلام مستوفى في بيان كذب أبي هريرة واتهامه بذلك رواية عن الحميدي وغيرة فرواية البخاري عنه كرواية الجبت والطاغوت، أو بعض القرامطة عن ملاحدة الموت، وأما ما في رواية الترمذي " من قول عمر لأبي بكر: يا خير الناس، وشهادة أبي بكر لعمر بأن النبي صلى الله عليه وآله قال له مثل ذلك " فهو من قبيل استشهاد ابن آوى بذنبه وبالعكس فإن كلا منهما من ذوي الأذناب المعدودين في " أن شر الدواب. " وأما الحديث المفتري على علي عليه السلام " من أنه قال لا يفضلني أحد على أبي بكر و عمر إلا جلدته حد المفتري " فقد مر أنه بعد تسليم عدم كونه مفترى، لنا لا علينا فتذكر.