أيضا وامتنعت عن أمر علي عليه السلام في مضيها إلى المدينة المشرفة وكونها في بيتها الذي أسكنها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيه أرسل عليه السلام ابن عباس رضي الله عنه إليها مهددا لها بأنك لو لم تنتهي عن العناد والخلاف لطلقتك بما أنت تفرق من ولايتي عن رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك فلا يبقى لك رجاء شفاعة أصلا فسكتت وارتحلت في الحال.
104 - قال: الآية الثامنة قوله تعالى " هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور " أخرج عبد بن حميد عن مجاهد لما نزل: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. قال أبو بكر:
يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا ألا أشركنا فيه فنزل: هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور انتهى.
أقول: ظاهر الآية عموم صلاته تعالى ورحمته لسائر عباده وأن غاية ذلك في الكل إخراجهم من الظلمة إلى النور لكن الكلام في أن هذه الغاية والمصلحة والغرض هل حصلت في شأن أبي بكر من الفاتحة إلى الخاتمة أولا؟ مع أن الخصم من وراء المنع على أصل الاخراج تدبر.
105 - قال: الآية التاسعة قوله تعالى " ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها، وحمله وفصله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين، أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيآتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون " أخرج ابن عساكر عن ابن عباس أن ذلك جميعه نزل في أبي بكر ومن