القرابة والرحم أن لا يخرجنا إلى أحد فما كان لنا في أول الأمر من ذنب فلم يقبل عذره، وقال: انطلقوا أيها القوم فخرجوا لا يدرون أين يتوجهون من الأرض،. إلى آخره " فإنه صريح في ترك النفقة بل مطلق المواساة معهم ولو في يوم والانكار مكابرة،. على أن المنع عن الحلف الواقع قطعا كاف في ثبوت المعصية كما لا يخفى وحمل النهي على التنزه عن ترك الأولى كما ارتكبه من ضيق الخناق مردود بأن الأصل في النهي التحريم وحمله على التنزيه من ترك الأولى في شأن الأنبياء عليهم السلام إنما ارتكبه العلماء بمعاونة قيام دليل عصمتهم وإذ لا عصمة لأبي بكر اتفاقا يكون الحمل فيه محالا تأمل.
وأما رابعا فلأن ما ذكره هذا الشيخ الجامد الغافل في التنبيه إفك محض على غلاة الشيعة الذين يحكم الإمامية الاثني عشرية من الشيعة بكفرهم وكونهم نجس العين كسائر الكفار عندهم فكيف على الإمامية كما يشعر به إطلاق كلامه وإن وقع منه التصريح سابقا بالفرق بين الغلاة من الشيعة والشيعة الإمامية وإن الرافضة هم الغلاة دون الإمامية ولعله أطلق في العبارة تنفيرا للعوام عن مذهب الشيعة الإمامية الأعلام وترويجا لمذهبه الزيف المموه بزخارف الأوهام.
109 - قال: الآية الثانية عشرة قوله تعالى " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار،. الآية " أخرج ابن عساكر، عن ابن عيينة قال: عاتب الله المسلمين كلهم في رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أبا بكر وحده فإنه خرج من المعاتبة ثم قرأ " إلا تنصروه فقد نصره الله،. الآية. " أقول: قد مر الكلام عند ذكر استدلاله بتمام هذه الآية على فضيلة أبي بكر وأما ما ذكره ههنا " من إخراج ابن عساكر أنه تعالى عاتب المسلمين كلهم في رسول الله إلا أبا بكر وحده " فمدخول بأن هذا لم يعلم من الآية أصلا فإن مرافقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الفرار