في شأن يحيى عليه السلام " وآتيناه الحكم صبيا " وقال حكاية عن عيسى عليه السلام في صباه " إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا " وقال في شأن يوسف عليه السلام في حال صباه وعند إلقاءه في غيابت الجب " وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا ولا يشعرون " وقال سبحانه تعالى " ففهمناها سليمان وكلا آتيناه حكما وعلما " وكان عمره عندما جعل نبيا إحدى عشر سنة وإذا جاز أن يكون الصبي صاحب النبوة والوحي جاز أن يكون صاحب الإيمان بطريق أولى وأيضا كما لا يقال لمن تولد مؤمنا في فطرة الإسلام أنه آمن لأنه تولد عليه فكذا في علي لأنه تولد في حضرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعبد صنما قط لكن أبو بكر قد عهد الأصنام أزيد من أربعين سنة فكان عليه الإتيان بالإيمان بعد ما لم يكن مؤمنا وأيضا فعند أصحابنا أن عليا عليه السلام حين آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان عمره خمسة عشر سنة وقيل أربعة عشر والروايتان جائتا أيضا من طريق الخصم ذكر ذلك شارح الطوالع عن أصحابه في شرحه والعاقولي في شرحه للمصابيح قال " روى الحسن البصري أن عمره كان خمسة عشر سنة عند إسلامه " وأما شارح الطوالع فروى أربعة عشرة سنة وهذا ما جاء في صحيح البخاري قد تجاوز البلوغ لأنه أول نقل عن المغيرة أنه قال: احتملت وأنا ابن اثني عشرة سنة وأيضا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعاه إلى الإسلام وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يدعو إلى الإسلام إلا من يصح منه ذلك كما قاله المأمون حين ناظر أبا العتاهية وأيضا قد صح واشتهر أنه عليه السلام كتب إلى معاوية أبياتا من جملتها قوله عليه السلام:
شعر سبقتكم إلى الإسلام طرا * غلاما ما بلغت أوان حلمي ولم ينكر عليه معاوية مع عداوته وتعنته فكيف يزيد عليه الرازي وهو من جماعته في ذلك وأيضا مرجع الإسلام إلى التصديق بما جاء به