عبد الرزاق لعمر في بعض أحاديثه إلى الحماقة وإساءة الأدب بالنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فافهم.
وأما ثامنا فلأن نسبة ما ذكره شيخ الخطابي من قوله " أبو بكر خير وعلي أفضل " إلى التهافت إنما نشأت من الخرافة والتباهت لظهور أن التهافت إنما يلزم لو أريد بلفظ خير صيغة التفضيل بمعنى الزائد في الخيرية وأما إذا حمل على ظاهره من كونه مخفف خير بالتشديد صيغة مبالغة أي كثير النفع والفائدة كما يقال " الوجود خير محض، وأن الخير من الله والشر من العبد " فلا يلزم التهافت أصلا وغاية ما يلزم من ذلك أن لا يكون ذلك الشيخ سنيا ولا شيعيا أو كان شيعيا وارتكب أعمال التقية بإيراد اللفظ المحتمل، فتأمل.
وأما تاسعا فلأن ما ذكره من أن ما حكاه ابن عبد البر من اختلاف السلف في تفضيله شئ غريب مردود بأنه لا غرابة فيه عند من سلم طبعه عن مرارة العصبية لكن هذا الشيخ المتعصب الجامد الناصبي لا يطيق سماع فضيلة علي عليه السلام فضلا عن أفضليته لما جبل عليه من العصبية الجاهلية أو لسبق عروض الشبهة التي القت في نفسه الغبية كما سبق له ولأصحابه الشبهة المانعة لهم عن قبول النصوص الجلية المتواترة في شأن الحضرة العلية المرتضوية وإلا فعبد البر أبر وأعظم عندهم من أن لا يعولوا على نقله.
لولا أن صدر منه ذنب نقل الحكاية المذكورة وبهذا تنزل عن نفي التعويل عليه آخرا، فافهم وأما عاشرا فلأن ما أجاب به ثانيا عن ذلك بأن " الأئمة إنما أعرضوا عن هذه المقالة لشذوذها " فمردود بأن الحكم بشذوذ هؤلاء المذكورين في حكاية ابن عبد البر من أكابر الصحابة شاذ لم يجترء عليه أحد غيره من أهل العصبية نعم هؤلاء قليلون بالنسبة إلى سائر المتفقين من قريش وغيرها على غصب الخلافة من علي عليه السلام والقلة محمودة