لا مذمومة كما زعمه الجمهور الشاكرون لكثرتهم، المفتخرون بوفرتهم فإن زعمهم هذا مخالف لصريح القرآن كقوله تعالى " وقليل من عبادي الشكور، وقليل ما هم، وما آمن معه إلا قليل، وكم من فئة قليلة وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين، وأن كثيرا من الناس لفاسقون ولا خير في كثير " وأمثال ذلك كثير وقال بعض الحكماء " جل جناب الحق أن يكون شريعة لكل وارد، وأن يطلع عليه إلا واحد بعد واحد " وقال العارف الشاعر شعر خليلي خطار الفيافي إلى الحمى * كثير وأما الواصلون قليل؟
فقول الشيخ الجامد الناصبي إن هؤلاء من أكابر الصحابة شاذ قليلون كقول فرعون اللعين " إن هؤلاء لشرذمة قليلون " وكذلك أتباع أكثر الأنبياء والمحققين من أمتهم كانوا قليلين كما لا يخفى على من نظر في قصص الأنبياء وكتب التواريخ والأنباء.
وأما الحادي عشر فلأن ما ذكره في العلاوة من " أن المفهوم من كلام ابن عبد البر أن الإجماع استقر على تفضيل الشيخين إن أراد به انفهامه من كلامه المنقول ههنا فهو وهم لا فهم كما لا يخفى، وإن أراد به غيره فهو حوالة على المحال وأعمال للاحتيال.
وأما الثاني عشر فلأن ما ذكره من " أن المراد مما وقع في الطبقات من تفضيل الحسنين ينافي بظاهره لتفضيل الشيخين لأن التفضيل حقيقة في طبيعة الفضل لا في بعض وجوعه كما حقق في موضعه فالعدول عنه مجاز لا يصار إليه من غير ضرورة ولا ضرورة داعية إليه سوى ما وقع لهذا الشيخ المبهوت، الذي تكلف إثبات تفضيل الشيخين بنسج العنكبوت.
وأما الثالث عشر فلأن ما ذكره في العلاوة من " أن هذا التفضيل لا يرجع إلى كثرة الثواب بل لمزيد الشرف " غير مسلم كيف وإذا كان مجرد التزويج مورثا لإكساب