نفي جعل الحكم الضرري وبجملة (لا ضرار) يدل على تحريم الاضرار وتشريع الصد عنه خارجا ورفعه في بعض الموارد موضوعا.
(ويلاحظ): أنه ربما يعترض على تفسير (لا ضرر) بنفي الحكم الضرري بعلة وجوه ذكرها العلامة شيخ الشريعة في (رسالة لا ضرر)، ترجيحا لمسلك النهي في تفسير الحديث، وسوف يأتي استعراض تلك الوجوه ونقدها في البحث عن هذا المسلك بما يتضح به جملة من الجهات التي ترتبط بهذا التفسير.
ونذكر هنا كلاما للشيخ الأنصاري (قده) من ترجيح هذا التفسير وما ذكره العلامة شيخ الشريعة في تعقيبه ونقده مع تحقيق القول في ذلك تكميلا للقول في هذا المبنى.
قال الشيخ (قده) في الرسائل بعد ذكر المعاني المحتملة في الحديث: (والأظهر بملاحظة نفس الفقرة ونظائرها وموارد ذكرها في الروايات وفهم العلماء هو المعنى الأول) (1) يعني بذلك تفسير الحديث بنفي الحكم الضرري وهذا الكلام ينحل إلى دعاو أربع وقعت جميعا موردا للانكار من قبل العلامة شيخ الشريعة فقال:
(والشواهد الأربعة كلها منظورة فيها ممنوعة على مدعيها. أما نفس الفقرة فقد عرفت ظهورها في الحكم التكليفي. وأما نظائرها فقد قدمنا عدم النظير لهذا المعنى في هذا التركيب (2).