فقال (ألك أبوان؟ قال نعم قال ففيهما فجاهد) وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان قال (ارجع إليهما فاضحكهما كما أبكيتهما) وعن أبي سعيدا أن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (هل لك باليمين أحد؟) قال نعم أبواي قال (أذنا لك؟) قال لا قال (فارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما) رواهن أبو داود ولان بر الوالدين فرض عين، والجهاد فرض كفاية وفرض العين يقدم فاما إن كان أبواه غير مسلمين فلا اذن لهما وبذلك قال الشافعي وقال الثوري لا يغزو إلا باذنهما لعموم الاخبار ولنا ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجاهدون وفيهم من له أبوان كافران من غير استئذانهما منهم أبو بكر الصديق وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة كان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وأبوه رئيس المشركين يومئذ قتل ببدر وأبو عبيدة قتل أباه في الجهاد فأنزل الله تعالى [لا تجد قوما] الآية وعموم الاخبار مخصص بما رويناه فاما إن كان أبواه رقيقين فعموم كلام الخرقي يقتضي وجوب استئذانهما لعموم الاخبار ولأنهما أبوان مسلمان فأشبها الحرين ويحتمل أن لا يعتبر اذنهما لأنه لا ولاية لهما وان كانا مجنونين فلا اذن لهما لأنه لا يمكن استئذانهما
(٣٨٢)