عقبة المدنيين وإن كان قصده إليها من طريق العراق قطع التلبية إذا بلغ عقبة ذي طوى.
فإذا بلغ مكة فمن السنة الاغتسال قبل دخول المسجد فإذا دخله فليفتتح الطواف من الحجر الأسود ثم يستقبله بوجهه ويدنو إليه فيستلمه ويكون افتتاحه من طوافه به واختتامه به أيضا، فإذا بلغ الركن اليماني فليستلمه وليقبله فإن فيه بابا من أبواب الجنة، فإذا كان في الشوط السابع فليقف عند المستجار وهو دون الركن اليماني ويبسط يديه على البيت ويلصق به بطنه وخده ويقول:
اللهم إن البيت بيتك والعبد عبدك وهذا مكان العائذ بك من النار.
ويتعلق بأستار الكعبة ويدعو الله تعالى ويسأله حوائجه للدنيا والآخرة ويقبل الركن اليماني في كل شوط ويعانقه.
فإذا فرع من الطواف سبع دفعات فليأت مقام إبراهيم ع وليصل ركعتي الطواف ثم يخرج من الباب المقابل للحجر الأسود إلى الصفا فيسعى منه إلى المروة سبع مرات يبدأ بالصفا ويختم بالمروة، وإذا بلغ من السعي حد المسعى الأول وهو المنارة فليهرول، وإذا بلغ حد المسعى الثاني وهو بعد جوازه زقاق العطارين قطع الهرولة، فإذا فرع من الطواف والسعي قصر من شعر رأسه أو من حاجبيه وقد أحل به من كل شئ أحرم منه.
فإذا كان يوم التروية فليغتسل وينشئ الإحرام للحج من المسجد ويلبي ثم يمضى إلى منى فليصل فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر ويغدو إلى عرفات، فإذا زالت الشمس من يوم عرفة اغتسل وقطع التلبية وأكثر من التهليل والتحميد والتكبير ثم يصلى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين ثم يأتي الموقف وأفضله ميسرة الجبل ويدعو الله سبحانه بدعاء الموقف وهو معروف وبما أحب من الأدعية.
فإذا غربت الشمس فليفض من عرفات ولا يصلى المغرب ليلة النحر إلا بالمزدلفة، فإذا نزل المزدلفة صلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، فإذا أصبح يوم النحر وصلى الفجر وقف بالمزدلفة كوقوفه بعرفة، فإذا طلعت الشمس فليفض ولا يفيض قبل طلوع الشمس إلا مضطرا.