____________________
خمر (* 1) ويتوجه عليه أن الوجه في تسمية الخمر خمرا وإن كان هو ما نقله عن بعض أهل اللغة من أنه يخامر العقل ويخالطه إلا أنه لم يدلنا دليل على أن كل ما يخامر العقل خمر أو نجس لأن البنج أيضا يخامر العقل إلا أنه ليس بخمر ولا أنه نجس وأما ما ورد في تفسير الآية المباركة فهو مما لا دلالة له على نجاسة الخمر حتى يدل على نجاسة كل مسكر وإنما يدل على أن الخمر رجس يجب الاجتناب عنه ولا نخصص هذا بالخمر بل نلتزم أن كل مسكر رجس " الرابع ": الأخبار الواردة في نجاسة النبيذ المسكر وهي جملة من الروايات وقد عطف النبيذ المسكر في بعضها على الخمر (* 2) فيستكشف من ذلك أن النجاسة تعم الخمر وغيرها من المسكرات مضافا إلى ما ورد من أن للخمر أقساما وأنها لا تختص بما صنع من عصير العنب كما في صحيحة عبد الرحمان بن الحجاج (* 3) قال رسول الله صلى الله عليه وآله الخمر من خمسة:
العصير من الكرم، والنقيع من الزبيب، والبتع من العسل، والمرز من الشعير، والنبيذ من التمر. وعليه فلا فرق في النجاسة بين الخمر وبين غيرها من المسكرات. والجواب عن ذلك أن الروايات المشتملة على عطف النبيذ المسكر إلى الخمر إنما دلت على حرمة النبيذ أو على نجاسته إما من جهة أنه أمر خارج عن حقيقة الخمر ولكنه أيضا محكوم بحرمته ونجاسته - كما لعله الصحيح - حيث إن مجرد القاء مقدار من التمر في ماء ومضى مقدار من الزمان على ذلك لا يكفي في صيرورة الماء خمرا لأنها تحتاج إلى صنعة خاصة فلو كان ذلك كافيا في صنعها لتمكن كل شارب من ايجادها وصنعها في بيته ولم يكن لغلاء ثمنها
العصير من الكرم، والنقيع من الزبيب، والبتع من العسل، والمرز من الشعير، والنبيذ من التمر. وعليه فلا فرق في النجاسة بين الخمر وبين غيرها من المسكرات. والجواب عن ذلك أن الروايات المشتملة على عطف النبيذ المسكر إلى الخمر إنما دلت على حرمة النبيذ أو على نجاسته إما من جهة أنه أمر خارج عن حقيقة الخمر ولكنه أيضا محكوم بحرمته ونجاسته - كما لعله الصحيح - حيث إن مجرد القاء مقدار من التمر في ماء ومضى مقدار من الزمان على ذلك لا يكفي في صيرورة الماء خمرا لأنها تحتاج إلى صنعة خاصة فلو كان ذلك كافيا في صنعها لتمكن كل شارب من ايجادها وصنعها في بيته ولم يكن لغلاء ثمنها