إحدى عشرة ركعة لأن الواحد ليس من العدد ولو كان الواحد من العدد ما صحت الوترية جملة واحدة لا في العدد ولا في المعدود فكان وتر رسول الله ص إحدى عشرة ركعة كل ركعة منها نشأة رجل من أمته يكون قلب ذلك الرجل على صورة قلب النبي ص في تلك الركعة وأما الثاني عشر فهو الجامع للأحد عشر والرجل الذي له مقام الاثني عشر حق كله في الظاهر والباطن يعلم ولا يعلم وهو الواحد الأول فإن أول العدد من الاثنين فإذا انتهيت إلى الاثني عشر فإنما هي نهايتك إلى أحد عشر من العدد فإن الواحد الأول ليس منه ولا يصح وجود الاثني عشر إلا بالواحد الأول مع كونه ليس من العدد وله هذا الحكم فهو في الاثني عشر لا هو كما يقول أنت لا أنت وهؤلاء الاثني عشرهم الذين يستخرجون كنوز المعارف التي اكتنزت في صور العالم فللعالم علم الصور من العالم ولهؤلاء علم ما تحوي عليه هذه الصور وهو الكنز الذي فيها فيستخرجونه بالواحد الأول فهم أعلم الناس بالتوحيد والعبادة ولهم المناجاة الدائمة مع الله الذاتية المستصحبة استصحاب الواحد للأعداد مثل قوله وهو معكم أينما كنتم أي ليس لكم وجود معين دون الواحد فبالواحد تظهر أعيان الأعداد فهو مظهرها ومغنيها فالألف نعته إذا بالألف وقعت ألفة الواحد بمراتب العدد لظهوره فهو الأول والآخر وإذا ضربت الواحد في نفسه لم يظهر في الخارج بعد الضرب سوى نفسه وفي أي شئ ضربت الواحد لم يتضاعف ذلك الشئ ولا زاد فإن الواحد الذي ضربته في تلك الكثرة إنما ضربته في أحديتها فلهذا لم يظهر فيها زيادة فإن الواحد لا يقبل الزائد في نفسه ولا فيما يضرب فيه فلا يتضاعف فهو واحد حيث كان فتقول واحد في مائة ألف بمائة ألف وواحد في اثنين باثنين وواحد في عشرة بعشرة لا يزيد منه في العدد المضروب شئ أصلا لأن مقام الواحد يتعالى أن يحل في شئ أو يحل فيه شئ وسواء كان من العدد الصحيح أو المكسور لا فرق فهو أعني الواحد يترك الحقائق على ما هي عليه لا تتغير عن ذاتها إذ لو تغيرت لتغير الواحد في نفسه وتغير الحق في نفسه وتغير الحقائق محال ولم يكن يثبت علم أصلا لا حقا ولا خلقا فثبت إن الحقائق لا تنقلب أصلا ولهذا يعتمد على ما يعتمد عليه وهو المسمى علما فلنذكر كل رجل من هؤلاء الأحد عشر الذين انتشوا من وتر رسول الله ص بل هذه الصور ربما جعلت رسول الله ص بوتر بإحدى عشرة ركعة في الصورة الظاهرة وهذه الصور منه ص في الباطن فإنه كان نبيا وآدم بين الماء والطين فأنشأها لما كانت هذه صفته فلما ظهر ص بجسده استصحبه تلك الصور المعنوية فأقامت جسده ليلا لمناسبة الغيب فحكمت على ظاهره بإحدى عشرة ركعة كان يوتر بها فكانت تره فهي الحاكمة المحكومة له فمنه ص انتشئوا وفيه ص ظهروا وعليه حكموا بوجهين مختلفين فمن ذلك صورة الركعة الأولى انتشأ منها رجل من رجال الله يدعى بعبد الكبير من حيث الصفة إلا أنه اسم له وهو نشأة روحانية معقولة إذا تجسدت كانت في صورة إنسان صفته ما يدعى به وهكذا هي كل صورة من صور هؤلاء الاثني عشر واعلم أن المفاضلة في الأسماء الإلهية مثل أعلى وأجل في قول رسول الله ص حين قال المشركون في رجزهم أعل هبل أعل هبل فقال رسول الله ص قولوا فقالوا يا رسول الله وما نقول قال قولوا الله أعلى وأجل وهم يسلمون هذا القدر فإنهم القائلون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فهو عندهم أعلى وأجل فلو صدقوا رسول الله ص في أنه رسول من عند الله الذي يطلبون التقرب إليه بعبادة هؤلاء الآلهة فما سموهم آلهة إلا لكونهم جعلوهم معبودين لهم لأن الاله هو المعبود والآلهة العبادة وقد قرئ ويذرك والهتك أي وعبادتك وإذا قال وآلهتك يقول والمعبودين الذين نعبدهم فلما نسبوا الألوهية لهؤلاء الذين عبدوهم ونسبتها لي الله أتم وأعظم عندهم باعترافهم لذلك قال رسول الله ص ببنية المفاضلة في ذلك يقول لهم أي هذا قولكم واعتقادكم ولهذا جاء في التكبير في الصلاة لفظة الله أكبر ببنية المفاضلة لا إن الحجارة أفضل ولا ما نحتوه ولا ما نسبوا إليه الألوهية من كوكب وغيره وإنما وقعت المفاضلة في المناسبة لا في الأعيان لأنه لا مفاضلة في الأعيان لأنه ليس بين العبد والسيد ولا الرب والمربوب ولا لخالق والمخلوق مفاضلة فإن تحققت ما أومأنا إليه في نش ء هذه الصورة علمت ما آل المشرك بعد المؤاخذة نشء صورة الركعة الثانية من الوتر انتشأ منها رجل من رجال الله تعالى يقال له عبد المجيب
(٤٩٤)