أهل الشهود والجمع والوجود وفي الآخرة وتنظيم في سلك من استثنى الله كقوله إلا من رحم ربك فإن فهم العامة فيه خلاف فهم خاصة الله وأهله وهم أهل الذكر لأنهم فهموه على مراد الله فيه أعطاهم ذلك الأهلية فثم عين تجمع وعين تفرق في عين واحدة سواء ذلك في جانب الحق أو جانب الخلق والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وفي هذا المنزل من العلوم علم أصناف الكتب المنزلة والعلم بكل واحد منها بحسب الاسم الدال عليه فمن هناك تعرف رتبة ذلك الكتاب وإن كان كل اسم لكتاب صالحا لكل كتاب لأنه اسم صفة فيه ولكن ما اختص بهذا الاسم وحده على التعيين إلا لكونه هو فيه أتم حكما من غيره من الأسماء كقوله ع أقضاكم علي وأفرضكم زيد وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وقد ذكرنا الكتب وأسماءها في هذا الكتاب أعني طرفا من ذلك في منزل القرآن وفي كتاب مواقع النجوم في عضو اللسان فإن الله تعالى لما أشار إلينا في القرآن العزيز إلى ما أنزله علينا نارة أوقع الإشارة إلى عين الكتاب فقال ذلك الكتاب وتارة أشار إلى آياته وقال تلك آيات الكتاب فتارة ترك الإشارة وذكر الكتاب من غير إشارة ولكل حكم من هذه الأحكام فهم منا يخصه لا بد من ذلك وفيه علم الفرق بين السحر والمعجزة وفيه علم ما للناس عند الله من حيث ما قام بهم من الصفات فيعلم من ذلك منزلته من ربه فإن الله ينزل على عبده منه حيث أنزل العبد ربه من نفسه فالعبد أنزل نفسه من ربه فلا يلومن إلا نفسه إذا رأى منزلة غيره تفوق رفعة منزلته هذا هو الخسران المبين حيث كان متمكنا من ذلك فلم يفعل ولذلك كان يوم القيامة يقال فيه يوم التغابن فإنه يوم كشف الغطاء وتتبين الأمور الواقعة في الدنيا ما أثمرت هنالك فيقول الكافر وهو الجاهل يا ليتني قدمت لحياتي لعلمه أنه كان متمكنا من ذلك فلم يفعل فعذابه ندمه وما غبن فيه نفسه أشد عليه من أسباب العذاب من خارج وهذا هو العذاب الأكبر وفيه علم الاستدلال على الله بما ذا يكون هل بالله أو بالعالم أو بما فيه من النسب وفيه علم فائدة اختلاف الأنوار حتى كان منها الكاشف ومنها المحرق وفيه علم مقادير الحركات الزمانية وحكم اسم الدهر عليها وهو اسم من أسماء الله تعالى وفيه علم اختلاف الآيات لاختلاف صفات الناظرين فيها وفيه علم ما يذم من الغفلة وما يحمد وفيه علم الأسباب الموجبة لما يؤول إليه من أثرت فيه في الآخرة وفيه علم ما تكلم به أول إنسان في نشئة وهو الحمد لله وهو آخر دعواهم أن الحمد لله فبدأ العالم بالثناء وختم بالثناء فأين الشقاء السرمد حاشا الله أن يسبق غضبه رحمته فهو الصادق أو يخصص اتساع رحمته بعد ما أعطاها مرتبة العموم حكاية في هذا اجتمع سهل بن عبد الله بإبليس فقال له إبليس في مناظرته إياه إن الله تعالى يقول ورحمتي وسعت كل شئ وكل تعطي العموم وشئ أنكر النكرات فإنا لا أقطع يأسي من رحمة الله قال سهل فبقيت حائرا ثم إني تنبهت في زعمي إلى تقييدها فقلت له يا إبليس إن الله قيدها بقوله فسأكتبها قال فقال لي يا سهل التقييد صفتك لا صفته فلم أجد جوابا له على ذلك وفيه علم ما يحمد من التأني والتثبط وما يذم وعلم ما يحمد من العجلة في الأمور وما يذم وفيه علم الرجوع إلى الله عن القهر إذا رجع مثله إليه بالإحسان وهل يستوي الرجوعان أم لا يستويان وهذه مسألة حار فيها أهل الله أعني في رجوع الاضطرار ورجوع الاختيار إذ كان في الاختيار رائحة ربوبية والاضطرار كله عبودية فهذا سبب الخلاف في أي الرجوعين أتم في حق الإنسان وفيه علم المحاضرات والمناظرات في مجالس العلماء بينهم وأن ذلك كله من محاضرات الأسماء الإلهية بعضها مع بعض ثم ظهر ذلك في الملأ الأعلى إذ يختصمون مع شغلهم بالله وأنهم ع في تسبيحهم لا يفترون ولا يسامون فهل خصومتهم من تسبيحهم كما كان رسول الله ص يذكر الله على كل أحيانه مع كونه كان يتحدث مع الأعراب في مجالستهم ومع أهله فهل كل ذلك هو ذكر الله أم لا وأما اختلاف من خلق من الطبائع فغير منكور لأن الطبائع متضادة فكل أحد يدرك ذلك ولا ينكر المنازعة في عالم الطبيعة وينكرونها فيما فوق الطبيعة وأما أهل الله فلا ينكرون النزاع في الوجود أصلا لعلمهم بالأسماء الإلهية وأنها على صورة العالم بل الله أوجد العالم على صورتها لأنها الأصل وفيها المقابل والمخالف والموافق والمساعد وفيه علم الفرق بين من كان معلمه الله ومن كان معلمه نظره الفكري ومن كان معلمه مخلوق مثله فأما صاحب
(٤٦٦)