لمحمد ص ولا آدم والصورة الآدمية الطبيعية الإنسانية لآدم ولا صورة لمحمد ص وعلى آدم وعلى جميع النبيين فآدم أبو الأجسام الإنسانية ومحمد ص أبو الورثة من آدم إلى خاتم الأمر من الورثة فكل شرع ظهر وكل علم أنما هو ميراث محمدي في كل زمان ورسول ونبي من آدم إلى يوم القيامة ولهذا أوتي جوامع الكلم ومنها علم الله آدم الأسماء كلها فظهر حكم الكل في الصورة الآدمية والصورة المحمدية فهي في آدم أسماء وفي محمد ص كلم وكلمات الله سبحانه لا تنفد وموجوداته من حيث جوهرها لا تبعد وإن ذهبت صورها وتبدلت أحكامها فالعين لا تذهب ولا تتبدل بل وقع التبديل في العالم لما هو الحق عليه من التحول في الصور فلو لم يظهر التبدل في العالم لم يكمل العالم فلم تبق حقيقة إلهية إلا وللعالم استناد إليها على أن تحقيق الأمر عند أهل الكشف إن عين تبدل العالم هو عين التحول الإلهي في الصور فعين كونه فيما شاء تجلى عين كونه فيما شاء ركبك فما تشاءون إلا أن يشاء الله فتلك على الحقيقة مشيئة الله لا مشيئتك وأنت تشاء بها فالحياة لعين الجوهر والموت لتبدل الصور كل ذلك ليبلوكم بالتكليف أيكم أحسن عملا وإنما يبلوكم لتصح نسبة الاسم الخبير فهو علم عن خبرة يعلم ولا خبرة لإقامة حجة على من خلق فيه النزاع والإنكار وهذا كله من تفصيل الآيات في الخطاب وفي الأعيان فهو الحكيم الخبير وهو العزيز الغفور فلو كشف لكل أحد ما كشفه لبعض العالم لم يكن غفورا ولا كان فضل لأحد على أحد إذ لا فضل إلا بمزيد العلم كان بما كان فالعالم كله فاضل مفضول فاشترك أعلى العلماء مع أنزلهم في علم الصنعة فالعالم صنعة الله والعلم بصنعة الحياكة علم الحائك وهو صنعته وذلك في العموم أنزل العلوم وفي الخصوص علم الصنعة أرفع العلوم لأنه بالصنعة ظهر الحق في الوجود فهي أعظم دليل وأوضح سبيل وأقوم قيل ومن هنا ظهر خواص الله الأكابر في الحكم بصورة العامة فجهلت مرتبتهم فلا يعرفهم سواهم وما لهم مزية في العالم بخلاف أصحاب الأحوال فإنهم متميزون في العموم مشار إليهم بالأصابع لما ظهر عليهم بالحال من خرق العوائد وأهل الله اتقوا من ذلك لاشتراك غير الجنس معهم في ذلك فأهل الله معلومون بالمقام مجهولون بالشهود لا يعرفون كما أن الله الذي هو لأهله معلوم بالفطرة عند كل أحد مجهول عنده بالعقل والشهود فلو تجلى له ما عرفه بل لم يزل متجليا على الدوام لكنه غير معلوم إلا عند أهله وخاصته وهم أهل القرآن أهل الذكر الذين أمرنا الله أن نسألهم لأنهم ما يخبرون إلا عنه قال تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون لأن أهل الذكر هم جلساء الحق فما يخبر الذاكر الذي يشهد الله فيه أنه ذاكر له إلا عن جليسه فيخبر بالأمر على ما هو عليه وذلك هو العلم فإنه على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه وهو ظهوره بصورته أي الذي أتى به من العلم عن الله فهو صفته التي بها تجلى هذا الشخص الذاكر فعلى قدر ذكره يكون الحق دائم الجلوس معه ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها في رسول الله ص إنه كان يذكر الله على كل أحيانه فأثبتت له المجالسة مع الله تعالى على الدوام فأما علمت بذلك كشفا وإما أخبرها بذلك رسول الله ص وكان ذلك في جلوسه معه أنه يقص عليه من أنباء الرسل ما يثبت به فؤاده لما يرى من منازعة أمته إياه فيما جاء به عن الله ولو لم يكن عنده بهذه المثابة وأمثالها لم يكن بينه وبين غيره من البشر فرقان فإنه تعالى معهم حيثما كانوا وأينما كانوا فلا بد أن يكون مع الذاكرين له بمعية اختصاص وما ثم إلا مزيد علم به يظهر الفضل فكل ذاكر لا يزيد علما في ذكره بمذكوره فليس بذاكر وإن ذكر بلسانه لأن الذاكر هو الذي يعمه الذكر كله فذلك هو جليس الحق فلا بد من حصول الفائدة لأن العالم الكريم الذي لا يتصور فيه بخل لا بد أن يهب جليسه أمرا لم يكن عنده إذ ليس هنالك بخل ينافي الجود فلم يبق إلا المحل القابل ولا يجالس إلا ذو محل قابل فذلك هو جليس الحق والعالم جليسهم الحق من حيث لا يشعرون وغاية العامة إذا كانت مؤمنة أن تعلم أن الله معها والفائدة إنما هي أن تكون أنت مع الله لا في أنه معك فكذلك هو الأمر في نفسه فمن كان مع الحق فلا بد أن يشهد الحق ومن شهده فليس إلا وجود العلم عنده فهذه هي المنح الإلهية فالعلم أشرف ما يؤتيه من منح * والكشف أعظم منهاج وأوضحه فإن سألت إله الحق في طلب * فسله كشفا فإن الله يمنحه
(٤٥٧)