بمن أو إلى من علق الفقر والغنى * فسل بالذي قام الوجود خبيرا فإذا كان الوجود أول خزائن الجود وأعطاك الحق مفتاح هذه الخزانة كالذي كان عرفك بك فعرفته فأنت أول معلوم وهو آخر معلوم وأنت آخر موجود وهو أول موجود فإنه ليس في قوتك إن تعلم المعدوم لأن العلم شهود وإن لم يكن كذلك فليس بعلم هذا هو الحق الذي لا ريب فيه هدى للمتقين فأوجد من كل خزانة عينا قائمة أو عينا في عين أو لا عينا في عين وأعني بقولي لا عين في عين النسب فإنه ليست لها أعيان وحكمها يحكم على الوجود لا عيان بها ولا وجود لها إلا بالحكم فلما أوجد ما ذكرناه عمد إليك فأوجدك كاملا لانتهاء طرفي الدائرة فظهرت في وجودك وإن كنت آخرا بصورة الأول فانحصر العالم بينك وبينه فلا مخلص له منكما فلم نتميز عنه ولا تميز عنك في الحكم وظهرت فيك صور العالم كلها التي أخرجها من تلك الخزائن فشاهدتك فحصل لك العلم بها فعلمت من العالم ما لم يعلم العالم من نفسه من الحكم فردا فردا وقال لك كلما بقي في الخزائن مما لا يتناهى فهو مثل ما علمت فمن أحاط علما بواحد من الجنس فقد أحاط علما بالجنس فإنه ما ثم إلا أمثال فما التقى طرفا الدائرة حتى حدث المحيط ودل المحيط على نقطة الدائرة فحدثت الخطوط من النقطة إلى المحيط ولم تتجاوزه فإن انتهاء الخط إنما يكون إلى نقطة من المحيط فانتهى إلى ما منه خرج فصورة أوليته عين صورة آخريته فيصير من حكم نقطة آخره الذي انتهى إليها من المحيط من كذا إلى محيط آخر نصفه من داخل المحيط الأول ونصفه من خارجه لحكم الظاهر والباطن ويلتقي طرفاه أيضا كالتقاء المحيط الأول حتى يكون على صورته لأنه من المحال أن يخرج على غير صورته ثم يظهر من الحكم في المحيط ما ظهر في المحيط الأول إلى ما لا يتناهى وهو ما يبرز من تلك الخزائن الذي لا يتناهى ما تحوي عليه وهو الخلق الجديد الذي الكون فيه دائما أبدا وبعض الناس أو أكثر الناس في لبس من ذلك كما قال تعالى بل هم في لبس من خلق جديد مع الأنفاس ولكن بصورة ما ذكرناه فالنقطة سبب في وجود المحيط والمحيط سبب في حصول العلم بالنقط فالمحيط حق وخلق والنقطة حق وخلق فهذان حكمان يسريان في كل دائرة ظهرت من الدائرة الأولى ولما ظهرت الدوائر بالغا ما بلغت ولا تزال تظهر صارت الدائرة الأولى التي أحدثت هذه الدوائر خفية لا تعرف ولا تدرك لأن كل دائرة قربت منها أو بعدت عنها فهي على صورتها فكل دائرة يقال فيها تشهدها ما تشهدها فهذا هو غيب في شهادة فالدوائر الظاهرة في الدائرة الأولى عددها مساو لعدد خزائن الأجناس كانت ما كانت لا يزاد فيها ولا ينقص منها وما يخرج ويحدث عنها من الدوائر إلى ما لا يتناهى دوائر أشخاص تلك الأجناس إلى ما لا يتناهى وتدل عين دائرة الشخص على أمر يسمى نوعا وهو ما بين الجنس والشخص فيحدث عندك أنواع في أنواع ولكن منحصرة ولا تعرف إلا من الأشخاص لأن النوع معقول بين الجنس الأعم والشخص وكل متوسط بين طرفين إن شئت قلت إن الطرفين أظهرا له حكم التوسط وإن شئت قلت إن التوسط أظهر حكم الطرفين وهذا عين معرفة الحق بالخلق والخلق بالحق فلولا شهود الخلق بالحق لم يكن * ولولا شهود الحق بالخلق لم تكن فمن قال كن فهو الذي قد شهدته * وما ثم إلا من يكون بقول كن فمن علمه بالخلق يعرف حقه * ومن علمه بالحق كان ولم يكن فالمحيط يحفظ النقطة علما والنقطة تحفظ المحيط وجودا فكل واحد منهما حافظ محفوظ ولا حظ ملحوظ قال تعالى وشاهد ومشهود فالكل مشهود وشاهد والكل فاضل ومفضول فإن قال أحدهما أنا قال الآخر أنا وإن قال أحدهما أنت قال الآخر له أنت فلا يظهر كل واحد للآخر إلا بما يبدأ به كل واحد والقولان صحيحان فيا حقي ويا خلقي * لمن تفني لمن تبقي * شربت شربة منه * وقد غص بها حلقي وما ثم سوى عين * فمن يقبل ما تلقي * فقال لي الذي أعني * إذا ما قلت فاستبقي فإن الأمر محصور * بين الخلق والحق * ولولا ذاك ما كنا * فأخف الذكر في الحق فأنت يا ولي الذكر المنزل فأنت المحفوظ وما نزل إلا بك فأنت الحافظ فلا تفن عينك فإنه في نفس الأمر ما يفنى وغايتك إن
(٣٦٢)