لم يخن العزيز في أهله وعلمت أنه أحق بهذا الوصف منها في حقه فما برأت نفسها بل قالت إن النفس لأمارة بالسوء فمن فتوة يوسف ع إقامته في السجن بعد أن دعاه الملك إليه وما علم قدر ذلك إلا رسول الله ص حيث قال عن نفسه لأجبت الداعي ثناء على يوسف فقلت له فالاشتراك في إخبار الله عنك إذ قال ولقد همت به وهم بها ولم يعين فيما ذا يدل في اللسان على أحدية المعنى فقال ولهذا قلت للملك على لسان رسوله أن يسأل عن النسوة وشأن الأمر فما ذكرت المرأة إلا أنها راودته عن نفسه وما ذكرت أنه راودها فزال ما كان يتوهم من ذلك ولما لم يسم الله في التعبير عن ذلك أمرا ولا عين في ذلك حالا فقلت له لا بد من الاشتراك في اللسان قال صدقت فإنها همت بي لتقهرني على ما تريده مني وهممت أنا بها لأقهرها في الدفع عن ذلك فالاشتراك وقع في طلب القهر مني ومنها فلهذا قال ولقد همت به يعني في عين ما هم بها وليس إلا القهر فيما يريد كل واحد من صاحبه دليل ذلك قولها الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وما جاء في السورة قط إنه راودها عن نفسها فأراه الله البرهان عند إرادته القهر في دفعها عنه فيما تريده منه فكان البرهان الذي رآه أن يدفع عن نفسه بالقول اللين كما قال لموسى وهارون فقولا له قولا لينا أي لا تعنف عليها وتسبها فإنها امرأة موصوفة بالضعف على كل حال فقلت له أفدتني أفادك الله ثم ودعته وانصرفت إلى إدريس ع فسلمت عليه فرد وسهل ورحب وقال أهلا بالوارث المحمدي فقلت له كيف أبهم عليك الأمر على ما وصل إلينا فما علمت أمر الطوفان بحيث لا تشك فيه والنبي واقف مع ما يوحى به إليه فقال وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فهذا مما أوحى به إلي قلت له وصلني عنك إنك تقول بالخرق فقال فلو لا الخرق ما رفعت مكانا عليا فقلت فأين مكانتك من مكانك فقال الظاهر عنوان الباطن قلت بلغني أنك ما طلبت من قومك إلا التوحيد لا غير قال وما فعلوا فإني كنت نبيا أدعو إلى كلمة التوحيد لا إلى التوحيد فإن التوحيد ما أنكره أحد قلت هذا غريب ثم قلت يا واضع الحكم الاجتهاد في الفروع مشروع عندنا وأنا لسان علماء الزمان قال وفي الأصول مشروع فإن الله أجل أن يكلف نفسا إلا وسعها قلت فلقد كثر الاختلاف في الحق والمقالات فيه قال لا يكون إلا كذلك فإن الأمر تابع للمزاج قلت فرأيتكم معاشر الأنبياء ما اختلفتم فيه فقال لأنا ما قلناه عن نظر وإنما قلناه عن إل واحد فمن علم الحقائق علم إن اتفاق الأنبياء أجمعهم على قول واحد في الله بمنزلة قول واحد من أصحاب النظر قلت فهل الأمر في نفسه كما قيل لكم فإن أدلة العقول تحيل أمورا مما جئتم به في ذلك فقال الأمر كما قيل لنا وكما قال من قال فيه فإن الله عند قول كل قائل ولهذا ما دعونا الناس إلا إلى كلمة التوحيد لا إلى التوحيد ومن تكلم في الحق من نظره ما تكلم في محظور فإن الذي شرع لعباده توحيد المرتبة وما ثم إلا من قال بها قلت فالمشركون قال ما أخذوا إلا بالوضع فمن حيث كذبوا في أوضاعهم واتخذوها قربة ولم ينزلوها منزلة صاحب تلك الرتبة الأحدية قلت فإني رأيت في واقعتي شخصا بالطواف أخبرني أنه من أجدادي وسمي لي نفسه فسألته عن زمان موته فقال لي أربعون ألف سنة فسألته عن آدم لما تقرر عندنا في التاريخ لمدته فقال لي عن أي آدم تسأل عن آدم الأقرب فقال صدق إني نبي الله ولا أعلم للعالم مدة نقف عندها بجملتها إلا أنه بالجملة لم يزل خالقا ولا يزال دنيا وآخرة والآجال في المخلوق بانتهاء المدد لا في الخلق فالخلق مع الأنفاس يتجدد فما أعلمناه علمناه ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء فقلت له فما بقي لظهور الساعة فقال اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون قلت فعرفني بشرط من شروط اقترابها فقال وجود آدم من شروط الساعة قلت فهل كان قبل الدنيا دار غيرها قال دار الوجود واحدة والدار ما كانت دنيا إلا بكم والآخرة ما تميزت عنها إلا بكم وإنما الأمر في الأجسام أكوان واستحالات وإتيان وذهاب لم يزل ولا تزال قلت ما ثم قال ما ندري وما لا ندري قلت فأين الخطاء من الصواب قال الخطاء أمر إضافي والصواب هو الأصل فمن عرف الله وعرف العالم عرف أن الصواب هو الأصل المستصحب الذي لا يزال وأن الخطاء بتقابل النظرين ولا بد من التقابل فلا بد من الخطاء فمن قال بالخطأ قال بالصواب ومن قال بعدم الخطاء قال صوابا وجعل الخطاء من الصواب قلت من أي صفة صدر العالم قال من الجود قلت هكذا سمعت بعض الشيوخ يقول قال صحيح ما قال قلت وإلى ماذا يكون المال بعد انتقالنا من يوم العرض قال رحمة الله وسعت كل شئ قلت أي شئ قال الشيئيتان فالباقي أبقاه برحمته والذي
(٣٤٨)