ص على إمام من أئمة الدين يكون بعده يرثه ويقفو أثره لا يخطئ إلا المهدي خاصة فقد شهد بعصمته في أحكامه كما شهد الدليل العقلي بعصمة رسول الله ص فيما يبلغه عن ربه من الحكم المشروع له في عباده وفي هذا المنزل من العلوم علم الاشتراك في الأحدية وهو الاشتراك العام مثل قوله ولا يشرك بعبادة ربه أحدا وقال تعالى قل هو الله أحد فوصف نفسه تعالى بالأحدية وهذه السورة نسب الحق تعالى وأفرد العبادة له من كل أحد وفيه علم الإنزال الإلهي وفيه علم المعنى الذي جعل الكتابة كلاما وحقيقة الكلام معلومة عند العقلاء والكلام مسألة مختلف فيها بين النظار وفيه علم الكلام المستقيم من الكلام المعوج وبما ذا يعرف استقامة الكلام من معوجه وفيه علم ما جاءت به الرسل عموما وخصوصا وفيه علم من تكلم بغير علم هل هو علم في نفس الأمر ولا علم عند من يرى أنه ليس بعلم أنه علم مع كونه يعلم أنه لا منطق إلا الله وفيه علم معرفة الصدق والكذب ولما ذا يرجعان والصادق والكاذب وفيه علم إذا علمه الإنسان ارتفع عنه الحرج في نفسه إذا رأى ما جرت به العادة في النفوس من الأمور العوارض أن يؤثر فيها حرجا حتى يود الإنسان أن يقتل نفسه لما يراه وهذا يسمى علم الراحة وهو علم أهل الجنة خاصة فمن فتح الله به على أحد من أهل الدنيا في الدنيا فقد عجلت له راحة الأبد مع ملازمة الأدب ممن هذه صفته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقدر مرتبته وفيه علم ما أظهر الله للأبصار على الأجسام أنه حلية الأجسام ومن قبح عنده بعض ما ظهر لماذا قبح عنده ومن رآه كله حسنا لما رآه وبأي عين رآه فيقابله من ذاته بأفعال حسنة وهذا العلم من أحسن علم في العالم وأنفعه وهو الذي يقول بعض المتكلمين فيه لا فاعل إلا الله وأفعاله كلها حسنة فهؤلاء لا يقبحون من أفعال الله إلا ما قبحه الله فذلك لله تعالى لا لهم ولو لم يقبحوا ما قبح الله لكانوا منازعين لله عز وجل وفيه علم ما وضعه الله في العالم على سبيل التعجب وليس إلا ما خرق به العادة وأما الذين يعقلون عن الله فكل شئ في العادة عندهم فيه تعجب وأما أصحاب العوائد فإنهم لا تعجب عندهم إلا فيما ظهر فيه خرق العادة وفيه علم التشوق إلى معالي الأمور من جبلة النفوس وبما ذا تعلم معالي الأمور هل بالعقل أو بالشرع وما هي معالي الأمور وهل هي أمر يعم العقلاء أو هو ما يراه زيد من معالي الأمور لا يراه عمرو بتلك الصفة فيكون إضافيا وفيه علم دخول الأطول في الأقصر وهو إيراد الكبير على الصغير وفيه علم أحكام الحق في الخلق إذا ظهر وإذا بطن ومن أي حقيقة يقبل الاتصاف بالظهور والبطون وفيه علم الحيرة التي لا يمكن لمن دخل فيها إن يخرج منها وفيه علم من يرى أمرا على خلاف ما هو عليه ذلك الأمر في نفسه وهل يصح لصاحب هذا العلم أن يجمع بين الأمرين أم لا وفيه علم اتساع البرازخ وضيقها وفيه علم ما للاعتدال والانحراف من الأثر فيما ينحرف عنه أو يقابل وفيه علم الأحوال في العالم وهل لها أثر في غير العالم أم لا أثر لها فيه وفيه علم ما يعظم عند الإنسان الكامل وما ثم أعظم منه ولما ذا يرجع ما يعظم عنده حتى يؤثر فيه حالة لا يقتضيها مقامه الذي هو فيه وهل حصل له ذلك العلم عن مشاهدة أو فكر وفيه علم هل يصح من الوكيل المفوض إليه المطلق الوكالة أن يتصرف في مال موكله تصرف رب المال من جميع الوجوه أو له حد يقف عنده في حكم الشرع وفيه علم حكمة طلب الأولياء الستر على مقامهم بخلاف الأنبياء عليهم صلوات الله وفيه علم السياسة في التعليم حتى يوصل المعلم العلم إلى المتعلم من حيث لا يشعر المتعلم أن المعلم قصد إفادته بما حصل عنده من العلم فيقول له المتعلم يا أستاذ لقد حصل لي من فعلك كذا وكذا مع كذا وكذا علم وافر صحيح وهو كذا ويتخيل المتعلم أن الذي حصل له من العلم بذلك الأمر لم يكن مقصودا للمعلم وهو مقصود في نفس الأمر للمعلم فيفرح المتعلم بما أعطاه الله من النباهة والتفطن حيث علم من حركة أستاذه علما لم يكن عنده في زعمه أن أستاذه قصد تعليمه وفيه علم من علوم الكشف وهو أن يعلم صاحب الكشف أن أي واحد أو جماعة قلت أو كثرت لا بد أن يكون معهم من رجال الغيب واحد عند ما يتحدثون فذلك الواحد ينقل أخبارهم في العالم ويجد ذلك الناس من نفوسهم في العالم يجتمع جماعة في خلوة أو يحدث الرجل نفسه بحديث لا يعلم به إلا الله فيخرج أو تخرج تلك الجماعة فتسمعه في الناس والناس يتحدثون به ولقد عملت أبياتا من الشعر بمقصورة ابن مثنى بشرقي جامع تونس من بلاد إفريقية عند صلاة العصر في يوم معلوم
(٣٣٨)