لها صح افتقارها إليه وصح غناه عنها فقبوله عليها قبول جود وكرم فالسبحات الوجهية انتشرت على أعيان الممكنات وانعكست فأدرك نفسه وأنوار الشئ لا تحرقه والممكن في حال عدمه لا يقبل الحرق فلو اتصف بالوجود احترق وجوده لرجوع الوجود إلى من له الوجود فبقيت الممكنات على حقيقة شيئية ثبوتها وظهر بالسبحات الوجهية كثرة الممكنات في مرآة الحق أدركها الحق في ذاته بنوره على ما تستحقه الممكنات من الحقائق التي هي عليها فذلك ظهور العالم وبقاؤه فالحكمة في النظر وفي كيفية ما يدركه البصر وما ذا يدرك ومن يدرك والله الموفق ففي الحق عين الخلق إن كنت ذا عين * وفي الخلق عين الحق إن كنت ذا عقل فإن كنت ذا عين وعقل معا فما * ترى غير شئ واحد فيه بالفعل فإن خيال الكون أوسع حضرة * من العقل والإحساس بالبذل والفضل له حضرة الأشكال في الشكل فاعتبر * تراه يرد الكل في قبضة الشكل فإن قلت كل فهو جزء معين * وإن قلت جزء قام للكل بالكل فما ثم مثل غيره متحقق * بموجده فهو الممثل للمثل فعلمي به أحلى إذا ما طعمته * وأشهى إلى أذواقنا من جنى النحل وهنا يظهر لك توحيد الإلحاق فإن الرائي لما ظهرت أعيان الممكنات في مرآة ذاته أدركها في نفسه بنوره فلحق المرئي بالرائي حيث أدركه في ذاته وهو واحد في الوجود لأن الممكنات المرئية منعوتة في هذه الحالة بالعدم فلا وجود لها مع ظهورها للرائي كما ذكرناه فسمى هذا الظهور توحيد إلحاق أي ألحق الممكن بالواجب في الوجوب فأوجب للممكن ما هو عليه الواجب لنفسه من النسب والأسماء فله الإيجاد على الإطلاق ما عدا نفسه تعالى وللخيال الإيجاد على الإطلاق ما عدا نفسه فالخيال موجد لله عز وجل في حضرة لوجود الخيالي والحق موجد للخيال في حضرة الانفعال الممثل فالكل يدخل تحت الحصر أجمعه * وليس ثم سوى من ليس يمتنع فأعجب لمنفعل في ذات فاعله * يكن بها فاعلا والكل قد جمعوا على وجود الذي قلناه من عجب * وكلهم بالذي جئنا به قطعوا وإذا ثبت إلحاق الخيال في قوة الإيجاد بالحق ما عدا نفسه فهو على الحقيقة المعبر عنه بالإنسان الكامل فإنه ما ثم على الصورة الحقية مثله فإنه يوجد في نفسه كل معلوم ما عدا نفسه والحق نسبة الموجودات إليه مثل هذه النسبة فتوحيد الإلحاق توحيد الخيال مع كونه من الموجودات الحادثة إلا أن له هذا الاختصاص الإلهي الذي أعطته حقيقته فما قبل شئ من المحدثات صورة الحق سوى الخيال فإذا تحققت ما قلناه علمت أنه في غاية الوصلة وهذا يسمى توحيد الوصلة والاتصال والوصل كيف شئت قل فلم يفرق في هذا التوحيد بين المثلين إلا بكونهما مثلين لا غير فهما كما قال القائل رق الزجاج ورقت الخمر * فتشاكلا فتشابه الأمر فكأنما خمر ولا قدح * وكأنما قدح ولا خمر فمن شدة الاتصال يقول هو هو ظهر في موطنين معقولين لولا الموطنان ما عرفت ما حكمت به من التمييز بين المثلين فما خرج شئ من الموجودات عن التشبيه ولهذا قال ليس كمثله شئ فأتى بكاف الصفة ما هي الكاف زائدة كما ذهب إليه بعض الناس ممن لا معرفة له بالحقائق حذرا من التشبيه فنفى إن يماثل المثل غير من هو مثله فنفى المثل عن مثل المماثل نفي المثل عن المماثل فهذه أنوار مندرجة بعضها في بعض مثل اندراج المثل في المثل * في صورة العين وفي الشكل وهو على التحقيق في ذاته * مثل اندراج الظل في الظل فهنا قد ذكرنا شيئا يسيرا مما يحوي عليه هذا المنزل وفيه من العلوم سوى ما ذكرناه علم منزلة علم الله من الله وأين
(٢٩٠)